Tumgik
gzoor · 7 years
Text
فى الداخل تختبئ الغابة
النجاة تبدو كمن ينظر من عين عمياء ،الهروب فى كل الإتجاهات ..كمن يقع من هاوية ..لا ينقذه سوى فرد الذراعين كجناحين من الاحتمالات ..واصطياد لذة السقوط الحر .. فى القاع السحيقة للعقل يبدو كل شئ خاضعا للسيولة ..لا شئ غريب أو لاعقلانى ..يتم إنتاج الحلم لكى نعيش الحياة ودة الى البيت بلا ذنوب ..ولا ذاكرة تحمل جثث الغرباء .. عينا ذئب تمزق قماش الظلمة الكثيف تمنح الحياة نصلا حادا لكى تشق عظم الصدر تكسير الحجارة التى تسد باب القلب رؤية الدم يفور حارا من ينابيع العطش تجفيف الغريزة من الخوف والقتل والجوع الاسترخاء جوار جثة خفيفة بلا ملائكة.. وجسد ميت لا يشعر بشئ سوى الوقوع فى مركز الفراغ تماما؛ حيث تبدأ الروح فى طواف أبدى كعقارب ساعة متربصة حيث لا يمكن الوصول لمبتدأ الوقت .. الجثة الطازجة وحدها تصلح وجبة غداء لإله جائع.
فى الداخل تختبئ الغابة يمكننى اختيار حيوانى البدائى الذى هرب خارجى استعادة لاوعيه الحر بالعالم وحشيته اللامروضة الطوطم الذى لا زلت أعبده لأنه يمنحنى الغفران عن القسوة ..عن كراهية الحضارة ..وعن هدم الجنة التى تستبدل الجدل بعفن الأشياء ،الوصول بالغرائز المحرمة إلى الموت ،نهاية الأضداد .. ينشب مخالبه فى عنقى ليترك فى دمى سلالة من الشعور البدهى باللإنتماء ..بشهوة الخطأ .. التوحد ..الاستنماء بلا لذة ..الاستغراق فى قتل حشرات لامرئية ..النوم عاريا على عتبة البيت ..عدم انتظار أحد ..عبادة الجسد لأنه الذى يخلق وجودى فى هذا العالم ..حصار الفرائس ..الفوضى ..الوقوع من جرف عميق على حافة الحواس .. من أين نستمد الجمال ! استعادة الذاكرة هى ما يجعل الجسد المهزوم مستمرا فى اللذة العيش داخل تابوت من الأحلام المشتتة ترميم النسيان بتفاصيل خرافية لم توجد وصل الأزمنة بخيوط من المرأة الهشة والقابلة للكسر كجرة من فخار اصطياد الفجر للداخل حراسة الموتى تقشير برتقالة الأرض بلا توقف الوصول للهامش الأقصى مد البصر على أفق مقطوع كشريان نازف رؤية الملائكة تسقط من بيوت مقصوفة للتو الغرق فى ملح الندم البكاء بلا سبب والنظر عميقا إلى جذر ميت لا يصلح لزراعة غابة أخرى بديلة !
8 notes · View notes
gzoor · 7 years
Text
عتبة الوقت/ الولوج إلى الخارج
(1) ربما الشعور بالغرابة حين أنظر فى المرآة وأشعر بأن الآخر هناك يتلصص على .. ربما البحث عن الملامح التى هربت من مجزرة الوقت واحتفظت بكامل براءتها خالية من التشوهات (2) النظر إلى دمعة فى قاع العين تشتهى أن تسقط ثم الضحك بهستيريا لأن البكاء والضحك يتشابهان جدا لأن وجهى حيادى .. (3) هذا الطفل الذى يكبرنى بعشرين سنة وينتظر عودتى من آخر العمر لكى يعود بى إلى البيت (4) أمى .. لم لا ترتبين لى رحما آخر أريد الخروج منك إليك .. (5) المشاعر تمتزج بالغموض لأنها جريمة لا نستطيع تبريرها (6) هل يكتفى الغرباء بالسكن داخل العظام، غرباء خرجوا منى كلما حاولت إيجاد تعريف ما للذات؛ عظامى ثقيلة مثل طوف حجرى لا يستطيع السباحة فى دمى هل سأغرق بكل هؤلاء الغرباء الذين تركوا بداخلى حيواتهم حيواتهم التى تترك مرارة شديدة فى الذاكرة لأنى لا أملك وقتا فائضا للبحث عن وقت مفقود، وندما كلما لمست جسدى الذى لم أعش به سوى حياة واحدة !
3 notes · View notes
gzoor · 8 years
Note
مدونتك جميلة جدا وما ابدع حرفك ادامه الله
شكرا لك سمر ولقراءتك الرائعة للمدونة ..أتمنى دوام التواصل ولك كل التقدير 
2 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
خرائط الجسد
(1) جسدى مدينة ، مدينة يمكنها استيعاب عدد لانهائى من الجدران والدمامل والفوضى والأوبئة والبشر والحيوانات والنمل والحشرات .. مدينة مغروزة كدبوس صدئٍ فى قطيفة العالم / المدينة التى تقف على بواباتها الصدئة جيوش لا أعرفها من الهزائم السابقة ، لا يمكن بناء مدينة إلا بعد تعرضها لتاريخ من الخسائر والحروب والمذابح .. هكذا كى تكون للمدينة رائحة ، عرق فائر من الجثث التى يفشل الوقت فى التهامها تحت الإبط ، تتوسع المقابر لتحتل مساحة أكبر من الرئة ، وتخرج الجيوش التى دفنتها الرمال ، تخرج سلالات الملوك والفراعنة والديكتاتوريين ومرضى الفصام والمهووسين بالقتل الجماعى / يخرجون كنمل صغير من فتحتى أنفى .. ويغزون كل الخريطة التى انكشفت على الجلد ، (2) أنا مدينة من الصلصال ، أعضائى فخار من الأسئلة .. أنكسر على حواف الجبال ، حين أتسلق من إخمص قدمىَّ حتى أعلى عنقى... وأتهاوى ! (3) حين أموت سأتحول إلى مقبرة هائلة من البكاء .. (4) لماذا أصغى لذلك الجسد الذى يتلاشى كنغمة كمان فى عاصفة ؟! (5) أحاول إقامة علاقة حميمية مع حواسى / أطرافى التى تشبه السكر كى تلتهمها قوافل غرباء من النمل ، حواسى التى تفقد حدودها كلما اتسعت صحراء الرؤيا  (6) أتصدع ../  تصبح الخلايا أحجارا مشروخة ، ينمو ورد من النسيان على حواف القلب ، لا تلتئم جروحى القديمة ، تصير خنادق ..يجف عليها دم جنود عميان ، تركوا كل الرصاص الفائض من ذخيرة العظم ، واستسلموا ...فى خيانة !
  JTwx�=hP
4 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
كتابٌ أولٌ: نحو تعريفٍ ما للذاتِ ، قابلٍ للمحْوِ!
(1) أنا نبىٌ أعمى ..لا أزالُ أمد عصا يدى كى أمسكَ بطرفِ الكون ،كى لا أسقطَ فى الفراغ!
(2) أظل أركض كذئبٍ خلقه اللهُ بغريزةٍ عمياء..أركض هكذا كى أحصلَ على فريسة شهية تناسب كلَ هذه اللاجدوى فى الحياة!
(3) لستُ مسيحاً فأنا لم أستطع خلْقَ جنةٍ ، تتسع لكل هذا الفائضِ من الفقراءِ.
(4) أنا لستُ مفرداً ، أنا كلُ البشر الذين كنتُهُم منذ أزمانٍ سحيقةٍ ، أنبياءٌ ،صوفيون ، سحَرةٌ ،وعبيدٌ ،وجنودٌ قتلى ،وامرأةٌ تنتظر مجئَ رائحةِ البحرِ ، وصائدو الوقت من حديقة الله المحرمة... ،الآن هم منفيون ، ولا يزالون يبحثون عن جرحٍ طازجٍ إثر رصاصةٍ ما ، كى يخرجوا من متاهةٍ بين أحراشِ ضلوعى .
(5) أنا نبىٌ عاصٍ .. عاقبنى اللهُ بالكتابة ، أحمل على كتفىَّ جَرَّةَ اللغة ، كإنجيلٍ ..أُؤول به متاهاتِ المنفى.
(6) أنا الشيوعىُّ الأخيرُ فى تلك المدينة البائسة .. أترك جسدى خبزا تأكل منه شواردُ الطير، أهاجر ..حقيبتى خفيفةٌ مثل حويصلةِ عصفورٍ جائع ، منفىٌّ مثل نبىٍ ..مات إلهُه فجأة ، باردةٌ أصابعى ..غريبٌ فى تلك الغابة ،يقرضنى شتاءُ الذاكرة .. وليس ثمة فقراءُ يمكنهم اقتفاءُ أثرِ موتى ، ليأخذوا أعضائى ..كهدايا لأطفالٍ فقدوا أطرافَهم فى الحرب .
(7) أنا الراعى العجوزُ الأعمى ، لقطيعٍ من اللغة ،أتوكأ على عصاى وأغنى بغيمةٍ معلقةٍ فى سماء الحلْقِ ، كى يستمر اللهُ فى حراسة صحرائى الوحيدةِ ، التى جفَّ فيها عشب الوقتِ ،ولم يبق سوى لحمِ قصيدتى تتكئُ على آخرِ ضلْعٍ لى ،بقى من صدرِ الأرضِ .
(8) أنا من أورثنى اللهُ كلَ هذه الأرض .. ولكنى الآن.. فقير ، فقد سرقنى كلُ إخوتى ..زيفوا اسمَ أبى، ولم يبق من ثروتى ..سوى وراثةِ الجوع، وعبثِ الحرب ..ومرارةِ حزنٍ فى حلْقِ الله .
2 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
لا أوقن تماما ما هى الحياة
لا أوقن تماما ما هى الحياة ! أنا لست أؤمن حتى الآن بتلك الحياةِ /صدفةِ الحلم / المرارةِ التى تغصُّ فى حنجرتى / ككلمةٍ حادةِ الأطراف ، تقطع كلَ الأوردة النابعة من جوف القلب ، ولا تدع الدمَ يعبر حتى أطراف المفاصل .. لذا ،سأعيش مؤقتا بهذا اللحم الذى يدَّعى أنه جسدى ..النخاعِ الباردِ المجوَّفِ المسكونِ بعُواء الريح ..بتلك الروح التى استعرتها مجانيا من الله ..بتلك الهزائم التى تنبُتُ كبثورٍ على كتفىَّ ..بتلك اللاجدوى ، ذلك الوقتُ الذى يمر من جانبى كعدُّوٍ ..أنا جندىٌ مهزوم فى معارك وجوديةٍ سابقة لم أخُضْها ، يطلق على رأسى رصاصا فتنفجر الدهشةُ من حوافِّ أظافرى ..لا أموت ،فأنا فى تجربةٍ استثنائية حتى الآن ... تلك الحياةُ الملوثةُ بألوانٍ زائفة ، ليستْ سوى انعكاسٍ لمرآةٍ ما تشاهدُ نفسَها، لا شئ يستحق الدهشةَ ... تلك المادةُ الحجريةُ تسيل كالماء فى مصبات الوعىِ، الوعىُ إلهٌ يخلق ذاتَه بتكرارٍ بارانوِىٍّ، وهذا البحرُ الذى يحمل كلَ رسائلى ../ أؤمن بأن الماءَ هو الحقيقة .. فأنا الآن ظمآن ..وعروقى متصلبة مثل عودِ قصبٍ ، مرمِىٍّ على جُرُفِ غابةٍ ، سقطتْ من قشرةِ الأرض .
6 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
كجناحِ ريحٍ
أعرف أنى ضعيفٌ كجناحِ ريحٍ مكسورة .. وهشٌّ كصخرةٍ حطمتها قذيفة .. وقليلٌ كماءٍ فى بئر، جففَّته كراهيةُ التصحُّر .. أنا عقيم كنخلةٍ وحيدة ..ولا أعشق سوى الكتابة بحبرِ دمى على الماء ، أنا بطئٌ كأناملِ سلحفاة ، وميتٌ كوردةٍ على عتبة قبر .. أنا هنا لا زلت أنتظر .. وهناك الفائضُ من الوقت الذى يمتلكه هذا العالمُ .. الذى سيستمر راقدا بجانبى كعدوٍ لم أستطع هزيمتَه.
0 notes
gzoor · 8 years
Text
قطةً يتيمةً تنام فى تجاويف محطات المترو
أنا فقيرٌ، أعمل شحاذا فى الصباح وقطةً يتيمةً تنام فى تجاويف محطات المترو ..مساءً ، أنا الأعمى الذى يحتفظ بشمس أيامه فى قلبه ، كى تقرأَ له ذاكرتَه ، التى نسى حروفَها بين أصابعه المبتورة ، أنا النبى الذى كلما تذكر قومه أن الله يأتيه كلَ حلمٍ ..ليعرج به إلى جنةٍ إضافيةٍ ، فيأتون إليه كل صباح ،ويسرقون منه كل ملائكته ، وما منحه الله من خبز سماوىٍّ هكذا أنا الآن ..شحاذ، وكل هؤلاء المارة العابرين سارقون! .... على أىِّ شئ يفاوضنى الموتُ؟! أننا ممتلئٌ بالهزائم... لا أحمل فى جيبى غيرَ بطاقةِ هوية ، منزوعةِ الشرعية، وأحجارا قديمة لذاكرتى تحمل رائحة عرَقى ، أحملها على كتفى... أحفظ أرقامَ ترتيبها جيدا، كى أبنى بها بيتا فى كل منفًى اصل إليه! .... أنا، كبرجوازىٍ صغير .. أحملُ على ظهرى المقوَّسِ وراثةَ هزائم العالم ، وتناقضاتِ التاريخ.. هذا العالمُ الذى أقف الآن كعظْمَةٍ تحاول عبورَ تلك الحرب ، دون أن تتفتَّتَ تحت جنازير التفاوض. ....... كبرجوازىٍ صغير .. أكتب الشعرَ بمعاناة إفتراضية كتعبيرٍ عن الهزائم الطبقية لروح خاوية ، فى أسواق لا تزن فيها سلعةُ القلب أيةَ أرباح. ...... أؤمن أن لذلك العالم إلهٌ ما .. فنحن بتكويننا الهشِّ نحتاج لتبريرٍ وجودىٍّ ، لبقائنا معلقين كجثثٍ منزوعةِ الرأس بين سماءيْن.. وهذا الوقتُ يسيل مثل نهرٍ إلى مصبٍ حتمى ، يحمل حصى أحلامنا مثل بطانةٍ رخوة ينام عليها أطفالُ الماء. ...... نحتاج إلى سيدٍ نعبده، كما نعبد جنرالاتِ الحرب.. وأباطرةِ البورصة ،ومستثمرى النفط. ....... أرى العالمَ ثقبَ إبرةٍ ، أخيطُ من لحمِ الأرضِ أنسجةَ أيامى، وأترك الفقراءَ عرايا! ....... مساحاتُ أدمغتنا الشاسعة قابلةٌ لملئها بالحشو الأيديولوجى الزائف، بكل ألوان الخديعة نحن مستهلكو التليفزيون ،ووسائل الإتصال الإجتماعى ،وخطوط الهواتف، نصنع زحمةَ الطرقات ببالوناتِ أجسادِنا المزركشة، نملأ المدنَ الأسمنتيةَ بضجيجِ أرواحنا، نضع القمرَ فى فنجانِ قهوة وندَّعى ذلك بالصورة الرمزية للحب فى عتمة الكافيهات، نحن المعبئُّون فى زجاجات الحب الاستهلاكى كعطرٍ زائف ، ونستخدم أشجارَ الغابات حطبا للتدفئة، نحن كل هذا الغبارِ الملوَّثِ الصاعدِ من القطارات البخارية ، المدعوون إلى كل الحفلات ، والجالسون فى الصفوف الوسطى ..والمؤلفون للشعارات السياسية الوطنية ..وضيوف برامج التوك شو، ........ نحن المناديلُ الورقية .. التى يمسح بها العالمُ وسخَ الحرب ، ودماملَ هوس السلطة ..وصراخَ الدم ، ........ نحن من يُبقِى هذا العالمَ متزنا ../ فقط .. مثلَ كرةِ رمانٍ تتأرجحُ على حافةٍ .
2 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
شطرنج
أدركُ مصيرى الحتمى .. أنا ذلك البيدقُ الأخير المحاصَرُ فى رقعةِ شطرنج من التناقضات بالأبيض والأسود، ولم أعد أملك غيرَ دمى ..كلونٍ آخيرٍ ، يحتج على قسوة العالم../ فى حربٍ لم أمتلك اختيارَ خوضِها.
9 notes · View notes
gzoor · 8 years
Text
مثل قطار صدئٍ تبَّقى من الحرب
أنا أزلىُّ اللعنة ، قال لى اللهُ / سأبقى وحدى على الأرض بعد خراب العالم ، مثل قطار صدئٍ تبَّقى من الحرب .. أحمل رفاتَ ذاكرتى ،كجندى مهزوم ،عابرًا فى عدمية الصحراء من موت إلى موت ، وأحصى -فى دقة عبثية -كمْ رصاصةً تركتها الحروبُ فى رئة الأرض ، وكم خندقا حُفر فى معدتها ،وبقيتْ عظامُ الجنود وحطامِ الأشجار ، تتحول ببطئٍ تدريجى إلى حقول مستقبلية من النفط ، أنا نبىُّ العدمِ ...ساكنٌ بين مفاصل الوقت ...لا نافذةَ لى على الذات ...أكتب بما تبقى من حبر دمى ...وأنام كعلامةِ استفهام فى آخرِ كلام الله.
0 notes
gzoor · 8 years
Text
حارس الوقت
لأننى حارسٌ لذلك الوقت، أعاد اللهُ خلقى ، أنا الآن ديكٌ ينام على حنجرة الصباح.. يلون أوتارَ النهار بالأغانى.. يغسل قبعاتِ الشجر..يحفر نهرا إضافيا لترقصَ أسماكُ الأطفال التى اشتروها أمس من بائع الأحلام، ويمسح عتمةَ القبلات عن جسديْن ..كانا يقرآن للتو سورةَ النشوة، ويقود العابرين الغرباءَ إلى أوطان الشمس.
0 notes
gzoor · 8 years
Text
هذا الحزنُ يشبهُنى
هذا الحزنُ يشبهُنى /قال لى اللهُ، إنه أنتَ قبل أن تُخلقَ ..فكانت أعضائى العاريةُ موطئًا لكل ماء الوجع ..هذا الحزن ملاكُك الأبدىُّ " انه يرافقُنى كظلٍ ..أعلم أن أمى تركتنى وحيدا كشجرة أخيرة  نجت من الحرب، ولذا فأنا كمطاردٍ أهرب دائما من فكرة الشمس، أنا أسكن الغابةَ الموغلةَ فى الضباب .. ﻻ شئ يقتفى أثرى حين أمشى كنبىٍ يهاجر إلى صحراءِ ذاته/ أنا غيمةٌ خبأها اللهُ فى بتلاّتِ وردةٍ ..وشهوتى عطشٌ أزلىٌّ.. هذا الحزنُ يتكاثر مثلَ سرطانٍ فى دمى ..مثل خرس فى حنجرتى ..مثل عمًى فى قاعِ عينى الحجرية ..مثل صمتٍ فى شفتىَّ ..مثل دهشة من استمرارى المتكرر على قيد الوجود ، رغم أنى أدرك أنى ميتٌ منذ برهةٍ.. حين شعرتُ بالروح تخرج من نخاع العظم تاركةً هذا الجسدَ لأول مرة .. بلا ظلٍ لى.. ودفنتنى الريحُ على سفحها ، وعلى وجهى ابتسامةٌ نزلت على خدى مثل دمعةِ حدادٍ!
1 note · View note
gzoor · 8 years
Text
دمٌ جافٌ
ماذا تفعل الأرضُ الآن بى؟! أنا جرحٌ مفتوح لا يتسع بطنُها لى ، وهذا دمى .. لا تغسلهُ الشمسُ ، سيبقى جافاً على كف الله ، حتى يلملمَ أشلائى .. ويوقفَ الجنونَ الأعمى لتلك الحرب ، كى أستطيع دخولَ الجنة .. بعد أن أتخلى عن كل هذا الفائض فى قلبى ، من ضغينةِ الهزائم!!
0 notes
gzoor · 8 years
Text
يدى مصباحٌ أنير به عتمةَ المدينة
كل صباح ..يزداد لدىَّ اليقينُ بأنى نبىٌّ ، أفتح الراديو فلا أسمع سوى أخبار أعرفها مسبقا ، كل الجرائم كنت شاهدا عليها ..ذلك الدمُ فى عروقى هو دم كل الجنود الذين تركوا بيوتهم مكشوفةً للريح ، ومضوا عراة إلى هزائمهم ، يدى مصباحٌ أنير به عتمةَ المدينة ، جرائدُ الصباح لا تحمل سوى أحداث مرَّ وجودُها فى ذاكرتى ، ألمح اسمى فى كل صفحات الوفيات ..اسمى الذى تدربت كثيرا على نطقه ، كى أبرر لنفسى جدوى الوجود ..أنا ظلٌ يمشى بلا أعضاء ، أنا تفاصيل التاريخ ، برديات الأساطير ، غيمة تختبئ فى عباءة عجوز تنتظر عودة أطفالها ،أنا ريح تكنس هزائمها ،رائحة الجسد ..أنا العرَق الذى ينزُّ من جلد الله ، أنا النبوءة العمياء ..سرْد المطر على تجاويف الأرض ..فاكهةُ الشجر المحرَّم ، غناء الطير المهاجر ..فتنة الجسد الأنثوى ..أنا الرصاصة الأخيرة فى حلق الصراخ ..أنا العين المفقوءة على جبهة الحلم ..أنا رفرفةُ جناحٍ فى خارطة الغياب ..أنا قميص الوقت ..نافذة الرؤيا ..كف الكهنة .. أنا الميت التى يبصر كل صباح موته ، ويتأكد أنه نبى .
0 notes
gzoor · 8 years
Text
عواءٌ
(1) أعوى ..فقط أظل أعوى ، فكل تلك الجبال الشاهقة من الحزن .. لا تسمح أن يجرى فى عروقها الصلدة ..أى صدى ، غير هذا الصدى العميق .. لعواءِ ذئبٍ جريح . (2) أنظر بعمقٍ إلى جسدى ..أدركُ أنه ليس لى ، هذا الجسد فقط يشبهُنى ، لا أرى سوى فراغٍ فى مرآةِ الوعى ، أنا الآن محضُ فكرةٍ ، لا تزال تبحث عن جسدٍ يستطيع تأويلَ لغتهِا العصيةِ . (3)
مندهشٌ أنا ، أمام قسوة الحياة ...كطفلٍ عفوىٍّ ، لا يمتلك الآن ، إلا البكاءَ!
0 notes
gzoor · 8 years
Text
كبئر ماء من ضلوعى الحجرية
فكرة الجذور ، أن تتخيل أن لك جداً موغلاً فى عِتْق الأرض! هذا ليس صحيحا ، نحن تجمعنا بدمِ الأرض شرايينُ هائلةُ النزيف... ولكننا مفردو الجروح ، أنا ذاتيا ،انزف من كل أعضائى ، وهذا الكون ليس سوى حجر مدببِّ الحواف ، مغروسٍ كقلعة حربية فى منتصف القلب /يضخ التاريخُ الهزائمَ من وإلى كل أطراف الحرب الموغلة فى أطراف الجسد الهشِّ /أنا منبتُّ الجذور ،ليس لى بيت ، أنا عالم معلق كهديةِ عشقٍ من الله إلى امرأة لم تُخلق بعد ، أتحدر من سلالة كلها نبعت كبئر ماء من ضلوعى الحجرية ، بيدى اثنتا عشرة حلما ، أوزِّع رؤياى على أنبيائى المخلوقين من كلمة ، أنا شجرةٌ مغروسةٌ فى جلد الفراغ بلا جذور ، أغصانى متيبسةٌ كعجوزٍ يقف فى نهاية الوقت ، يحمل تجاعيدَ الأيام كعلامة استفهام مقوسةٍ، يحصد كلَ أحزان الأطفال الذين يلعبون الآن فى ظهيرة الصحراء ، حيث لا جذور للرمل / لا جذور للماء / لا جذور للشمس / لا جذور للمسافات الشاسعة / لا جذور للوقت ، ولا ماء يطفئ عفويةَ العرَق السائلِ من جلودِهم الناعمة ،
/ سأصلُ..كأنى مهاجرٌ من أقصى الجوع إلى أقصى الجوع ، ولن ألتهمَ فاكهةَ الله ، الملقاةَ كفخٍ متقنِ الشهوة فى سُرَّة العالم ، المتهيِّئِ كامرأةٍ تتعرَّى من كل الوجعِ ، تلك الخدعةُ م�� الشبَع الزائفِ التى تطارد أنبياءًا قبلى ، لم يرثوا سوى معصيةِ الأرض ، التى تظل تدور الآن ...كتفاحةٍ ، لم يقضمْها أحد!
0 notes
gzoor · 8 years
Text
أنا فقط ..محضُ ميت
لا شئَ هنا على تلك الأرض يدل أنى حىٌّ أنا لا أسعل غبارا من رئتىَّ المصابتيْن بالربو .. أنا لا أشتم رائحةَ شواءِ جسدى فى حرائق الغابات .. لا أحمل بطاقة شخصية .. لست لاجئا سياسيا ..لست عضو مافيا..لست ثائرا شيوعيا ..لست فقيرا تسحقنى ماكينةُ رأس المال ،غيرُ مسجلٍ كرقمِ جندىٍ فى أرشيف الحرب، أنا لا أعبر البحر مهاجرا غيرَ شرعىٍ، كى أبحثَ عن كسرة خبز .. لا أهرب من نفسى .. لا أعانى من الشيزوفرينيا .. أنا فقط ..محضُ ميت ، أحاول فقط أن أثبت لهذا العالم أنى ميت، كى أحصلَ على قبرٍ وجودىٍّ ، ينقذ أشلاءَ روحى من متاهات الركض فى خواء أرض .. فقدت كلَ مبررات وجودها .. ويعطى لجسدى الراقد الآن، خلف شاشةٍ إفتراضية ،فرصةً كى يشرب قهوةً صباحية .. وأغادر هذا العالمَ ..غيرَ مهزومٍ فى حرب ما .. لمرة واحدة.
3 notes · View notes