Tumgik
abdullatifsaad · 4 years
Text
لستُ غاضبًا من الرصاصات اللواتي ستعبرن جسدي، بالعكس أحسدها على هذه المقدرة الرهيبة في العبور وعدم الالتفات، أحسدها لأنها لا تندم على ما فعلته ولا تفكر بما خلفته وراءها من أذًى، تصنعُ ثقوبًا في الأشياء الكاملة لتذكرها بحقيقة الفناء والنقص، بأن التشوهات هي شكل الحياة الحقيقي الذي ينتجه الزَّمن، حتى عندما تتحوَّل بزهد المجرمين في آخر العمر إلى فوارغ، تتعامل مع الأمر بلا خجل من ماضيها، تحتفظ بشكلها وآثار انطلاقتها رغم أنها اعتزلت، تستطيع أن تعتز بنفسها رغم كل شيء... رغم توبتها من إثم المرَّة الواحدة فقط، تتجه مرة واحدة دون فرصة ثانية، دون رجعة وبلا تفكير في الجوانب الأخلاقية لهذه الانطلاقة، تستطيع بناء وطن جديد بعيدًا عن أخواتها، بعيدًا جدا عن أوطانها.
ألا تستحق الرصاصات مني كل هذا الحسد؟
0 notes
abdullatifsaad · 4 years
Photo
Tumblr media
مرحبًا إنها الساعة ذاتها، أشعر بأن رأسي سيجارة عتيقة يدخنها الليل على مهل حتى أصل لهذا الفجر كعقب مُخمد على الأرض ينظر إلى رماد جسده بسكون وينتظر، أردت للانتظار أن يقضم بفمه المسافة التي بيني وبينك، لكن شهيته جاءت على جسدي، عندي الآن ثلاث أصابع وأذن وبعض الشعر المأكولين، كما أنني مثل درج فارغ مقفول، كل ما يغري فيه هو شكل القفل. تعرفين ؟ يضيع المرء في الوحدة بسبب شيء واحد، أنه يقف أمام مرآة وحيدة هي ذاته، وفي حياة المُجتمع قد ترأف به المرايا الأُخرى، لكن بمفرده ربما يصل إلى لحظة غضب بسبب هذا التيه، فيكسر تلك المرآة، ليفقد في هذه الوحدة كل ما يُثبت وجوده، حتى ذاته. أشعر بألم في قدمي كأنني مشيت على قُطر العالم وعُدت، كأن المسافات التي يقطعها رأسي للماضي ولعالم آخر كانت على قدمي، أريد أن أرتاح ببساطة، أن أفصل الكهرباء عن رأسي يومين ثم أعيده للعمل. أود أن أحتضنك، كلانا جرح يحاول الالتئام، لولا البحار وطغيانها ما تفرقت اليابسة، المسألة بسيطة منذ نزل آدم على الأرض وظل يبحث عن حواء، كان يريد أن يلتئم، يريد لهذا الجزء الفارغ بداخله أن يرتوي، وأنا ظامئٌ في صحراء مجهولة على وشكِ الهلاك، أنتِ بعيدةٌ جدا لأنك لا تعرفين. لا أستطيع رؤيتك، ولا أعرف إن كنتُ سأقدر على تمييزك في الحقيقة، أحتفظ بصورة واحدة قديمة لكِ، حتى أنني أتساءل كثيرًا، لماذا أنتي واضحة جدا في العوالم الضبابية، الأحلام... والهذيان.. والذكرى، ملامحك هناك صريحة، وهنا لا توجد سوى البقايا لشخص بالكاد أستطيع تمييزه. أحاول منذ نصف ساعة أن ألج بالخيط في فتحة الإبرة، لكنني لا أستطيع، أو ربما أنا أستطيع لكنني أشعر بغيرة من هذا الخيط لأنه يقدر على العبور ورأسي لا يستطيع، لذلك أعاقبه بأن يقف على الضفة الأولى يتطلع إلى أن يعبر ويحاول دون أن يقدر، تمامًا كما أفعل أنا، وربما لأنني أعلم أن تحالف الخيط مع الإبرة سيسعى ليلم شمل أشياء كثيرة ويأخذ بها نحو الإلتئام لكنني لستُ بينها، فما الفائدة إذًا ؟ هناك يراعة خفية تنام على كتفي، جاءت كبديل لأشياء كثيرة، أعجبها هذا السكون الميِّت لتتخذه محطةً للراحة، لا صوت الكيبورد يزعجها ولا أنفاسي تزعجها، تشعر بأنني ميت، أحيانًا تتسرَّب أحلامها على كتفي فأشعر بحنين مضاعف إلى شرنقة مجهولة، ربما تفسير كل هذا أنني أفتقدُ يديكِ الرفيعة الغريبة التي كنت أهزأ بها، لم أكن أعلم أنني سأجوب بخيالي الأرض وستصبح تلك اليد النحيفة مثل الأوطان في قلوب المنفيين. في صحة أفضل من هذه وجسد أقوى لكنت مارست رياضة التسلُّق، كنت سأصبح ماهرًا جدا فيها، لأنني أجيدها بالفطرة، منذ ولدت وأنا أتسلق الأشياء، في كل مرة أتسلق أقول ستكون هذه الأخيرة وسألقي نفسي من فوق جبل لأكتشف -بفضول تام- متعة السقوط في تجربة عملية لمعادلات السرعة والسقوط الحر، لكنَّ قمةً جديدةً كانت تستهويني، وأنا شره لرؤية ما يوجد هناك، لمعرفة أي احتمال من المليون احتمال الذي فرضهم رأسي هو الصحيح، آه بهذه المناسبة عندي مُشكلة تستحق الذكر، أنا أقوم يوميًّا برهانات مُختلفة مع نفسي، لذلك في آخر اليوم أحمل الهزيمة والانتصار فوق ساقٍ واحدة، أتخير إن كنت أنا المهزوم أم نفسي، أتبادل الأدوار بدافع الضجر، ولكثرة ما جربت طعم الهزيمة والانتصار فها أنذا أجلس للبحث عن منطقة ثالثة جديدة. هاكِ قصةً حصلت الأسبوع الفائت: أعجبتني امرأةٌ تشبهكِ في زمن يعجُّ بكل هؤلاء المهووسين بالاختلاف والمجاراة والتصنُّع كانت عادية، عادية بمعنى الكلمة، كل ما فيها عادي، شكلها وكلماتها ونظراتها، حتى ذوقها الموسيقي، عادية في زمن لا أحد يريد أن يتمتع بنعيم الاعتياد، وهذا ما جعلني أشعر بأنها مختلفة؛ كونها بسيطة ولا تشعر بذلك فهيَ لا تسعى له. لكن لأنني لستُ عاديا، لأنني أحمق متعجرف ينشد اكتمالا وهميًّا، لا أحمل أيّ مواصفات ومعايير سوى البحث عن الراحة؛ والراحة جزرة فوق رأس حمار، لذلك آليتُ أنني سأتجاوزها، وتجاوزتها، كما تجاوزتكِ وتجاوزت الحياة، حزينةٌ هيَ هذه الأحصنة التي بداخلي، لا تفعل شيئًا سوى أنها تجتاز الحواجز ثم تعود في آخر اليوم إلى الإسطبل لتتساءل ليلًا ( ماذا بعد كل هذا؟) ثم تعيد اليوم حتى تموت في ليلة قمرية بصحة جيدة، لكنه السأم. تنجز مهامك كآلة لا تتوقف حتى في موعد الصيانة، تقرأ وتدرس وتكتب وتسير على الأرض كأنها ملكك، تسافر وتهرُب، تكتشف شوارعًا جديدة، تفكر بكل فكرة كأنك أول من يكتشفها رغم أنها بالية، تغني وتمرح، تنتشي وتسكر، تضحك.. تصرخ... تبكي، تقضي الوقت... ويقضي الوقت عليك، كل هذا لماذا؟ لأنك تنزفُ فراغًا... لأنك رغم أنك حاولت؛ لم تقدر على الالتئام.
2 notes · View notes
abdullatifsaad · 5 years
Text
عرفت الليل ثلاث مرات
في ثلاثة أوجه
في غرفةٍ واحدة.
عرفت السريالية عندما كنت صغيرًا
طفل يتشظى بقذيفة
امرأةٌ تبكي في الدَّور الثالث
وشيخٌ يخطب عن شعر الحاجب
والمخطئ لم يكن إلا
صاحب روبابيكيا.
رأيت الوحدة، كحيوان القنفذ
يريد أن يحظى بعناق
يتمنى أن يغرس أشواكه
في قلب أجلف أهل الأرض
ليعلمه الحُب،
في كل شوكةٍ دمعة
وقصةُ رجلٍ أحمق
أهلكته جرعةُ خيالٍ زائدة.
"جفِّف المُستنقعات"
تتردَّدُ في البيت
حتى أحرق أبي كُتبي
فحاولت تعريف الوطن
توجَّب حينها أن أنظر إلى النَّدبات
مكشوفةٌ مثل كذبة طفل
مذعورةٌ كأم ذلك الطفل
منقوشةٌ على الوجه الجميل
على البشرة النَّاعمة
تحت قناعٍ مكسور
ثم أسأل :
هل تنتمي الرصاصات
إلى البندقية أم إلى حبِّنا ؟
لكنني لم أسأل إلا عن خيالي المريض
عن الهاوية
التي جرَّتني إلى حافَّتها
فعرفتُ الحب، والخوف، والسحر
سمعت اسمي يلبسُ تعويذة
وقلبي يتدحرجُ إلى القاع
فربحت هجرةً دائمة.
عرفت الله
بعد إغلاق الجوامع
في الواحدة بعد منتصف الليل
في انكسارة شارع وافتراشة سور
عندما سمعتُ المدينة تبكي
وتسأل عن العجوز
التي تركت بيعَ المناديل،
عندما طلبتُ منه أن ينزع ظلِّي
لأني أحبُّ الجلوس بمفردي
ولأنه لم يكن من العدل يومًا
أن يتبع أحدهم أحمق
يحمل سيفًا
لا يعرف ألوان لوائه.
0 notes
abdullatifsaad · 5 years
Text
أتتبع النمل
يسير إلى موطنه
أقول في نفسي :
لو أن لي وطن
لو أن العدل
مثل السرطان في جسد صاحبي
لو أن الخريف يمر على ورقة التقويم
فيسقط يوم
لو أن التاريخ ينزع كبرياءه
ليتساقط منه يوم واحد
لو كنت عُلِّمتُ منطق الطير
فقالت نملةٌ
أن زهرةً على صدر امرأة
نجت من أن يقطفها طفل
لتبسَّمتُ ضاحكًا من قولها .
1 note · View note