عندما بلغ "هولاکو خان" ما جرى على جيشه من المسلمين في معركة (عين جالوت) ، أرسل مجموعة من جيشه ليستعيدوا الشام من أيدي المسلمين فحيل بينهم وبين ما يشتهون ، فرجعوا إليه خـائبين خاسرين.
وذلك أنه نهض إليهم الهزبر الكاسر والسيف الباتر الملك "الظاهر بيبرس" ، فقدم دمشق ، وأرسل العـساكـر في كل وجه لحفظ الثغور والمعاقل بالأسلحة ، فلم يقدر التتار على الدنو إليه، ووجدوا الدولة قد تغيرت، والسواعد قد شمرت ، وعناية الله بالشام وأهله قد حصلت، ورحمته قد نزلت ، فعند ذلك نكصوا على أعقابهم ، وكروا راجعين ، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فهذا موقف يذكر للأمير "الظاهر بيبرس البندقداري" ، حيث سارع إلى ملاقاة التتار قبل أن يصلوا إلى دمشق ، وفرق جنـده على الثغور والمعاقل ، فحفظ بلاد الشام ، وأرعب التتار حتى نكصوا على أعقابهم وعرفوا أنه قد أصبح للمسلمين دولة قوية . ومما يدل على عظمة وهيبة السلطان "الظاهر بيبرس" عند التتار ، أن ملك التتار "أبغا بن هولاكو" أمر عساكره بقصد البلاد الشامية ، فخرج عسكره في عشرة آلاف فارس ، وعليهم الأمير "صمغرا" ، فلما بلغهم أن الملك "الظاهر" بالشام أرسلوا ألفا وخمسمائة من المغل ليتجسسوا الأخبار ويغيروا على أطراف بلاد حلب ، وكان مقدمهم "أمال بن بيجونوين" ، ووصلت غارتهم إلى (عينتاب) ثم إلى(قسطون) ، ووقعوا على (تركمان) نازلين بين (حارم و أنطاكية) فاستأصلوهم ، فتقدم الملك "الظاهر بيبرس" بتجفيل البلاد (اى اظهار الخوف) ليحمل التتار الطمع فيدخلوا فيتمكن منهم ، وبعث إلى مصر بخروج العساكر ، فخرجت ومقدمهـا الأمير "بيسري" ، فوصلوا إلى السلطان وخرج بهم ، فسبق إلى التتار خبره فولوا على أعقابهم . وهكذا تبدلت الموازين والقوى ، فأصبح التتار يرهبون من المسلمين بعد أن كان المسلمين يرهبون منهم ، والناس هم الناس ، ولكن لما كان المسلمين متفرقين و متناحرين فيما بينهم وليس عندهم اهتمام بجهـاد الأعداء فإنهم قد ضعفوا وأصبحوا نهيـاً لأي دولة قوية تغير عليهم ، ولما ظهر فيهم الحاكمان القويان "المظفر قطز" ثم "الظاهر بيبرس" قاما بتوحيد بلاد الشام ومصر في دولة واحدة قوية ، وكونا الجيوش القوية التي تحمل روح الجهاد .
ولو أن أمراء المسلمين آنذاك فعلوا فعلهما لم يبق في أرض المسلمين أحد من الأعداء ، ولاستطاعوا أن يخضعوا أمم الأرض لحكم الإسلام ، وإنما يؤتى المسلمين من الشقاق والتناحر فيما بينهم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المُتفق على صحّته:
«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»
==
المصادر : - ابن تغري بردي
- النجوم الزاهرة (٧/١٥٥)
- ابن كثير - البداية والنهاية (١٣/٢٣٦) .....
===
هكذا يكون حالنا إذا اجتمعت الأمة الإسلامية على الطاعة و رفعت راية الإسلام وأوقدت باب المقاومة والجهاد ..
"ليلى .. ليلى؟ صاحية" ينادي بابا منذ ساعة، تكررت هذه النداءات بلا استجابةٍ مني، عادةً يفز جلدي ويستقيم بمجرد ابتداء اسمي ولكن هذه المرة تزملت بالمعطف وتركت صوته يلوِّح منذورًا للصمت، بدت لي الحياة اليوم -أعني حوارات الحياة- ضرب من الطلاسم الغريبة، ككلماتٍ متقاطعة، أو محاولة فهم يائسة للفرنسية. عبَر اليوم ولا أدري كيف عبر، ولا أدري كيف اعتبرته يومًا، كيف مضى؟ وكيف صنّفته؟ كيف سمّرني وكيف صالحته؟
شعرت بتخمة دسمة تزاحم حنجرتي، تكدست الأحرف؛ساد العجز. وددت لو أسكب الصمت في كل شيء، إن استطعت .. حتى في قسمات الوجوه، في لوحِ الشارع، في طنين الصمت ذاته. صليت مرارًا للقوة، لسيولة الكلمة، لشيء ولم أصل. في الحقيقة لم أغضب، بل امتثلت لرفض الإستجابة، لماذا؟ لا أدري.
أظن أن لدي قدرة ما، قدرة تشريع صدري وإغماد روحي بنفسي في كل موقف، أودعُ فيه نصف لوعتي، نصف غضبي، ونصف صوتي. نعم يعود، يعود مؤنبًا .. عاتبًا .. مزمجرًا في وجه ودائعي، لكن لا بأس .. يمدّني العذاب ببعض الحياة؛ فأنا لهيبي وأنا لذعة بردي، أنا حَرقي وأنا خدر مسامي. أبلل لياليَّ بأسىً مفجع وأعاود ضمّي بحنانٍ بالغ، هكذا أتمطى في أعماق وجودي، أهرب من وهج الشمس .. فأعود ظمأى إليه، تصبحون على خير.
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فخامة سردار بردي محمدوف رئيس جمهورية تركمانستان الصديقة الذي بدأ زيارة رسمية إلى الدولة, وذلك بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
H.H Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, today received President Serdar Berdimuhamedov of Turkmenistan, who is currently on an official visit to the UAE, in the presence of H.H Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum.