Tumgik
#إن الله غفور الرحيم
monagwaily · 10 months
Text
*بشائر من الله* ..
💎بشارة سورة الأنعام :
"كتب ربكم على نفسه الرحمة , أنه من عمل منكم سوءا بجهالة , ثم تاب من بعده وأصلح , فأنه غفور رحيم ".
💎بشارة سورة النساء :
"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ".
💎بشارة سورة الزمر، من أرجى الآيات :
"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" .
💎بشارة سورة الفرقان :
" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا , فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "فكيف يقنط الموحد.
💎بشائر الأحاديث القدسية :
قول ربناتعالى :
"يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار , وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم "رواه مسلم .
💎حديث كالماء البارد:
" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل, حتى تطلع الشمس من مغربها "رواه مسلم.
" اللهم ارزقنا قلوبا تتجلى بـخشيتك ونعماً تدوم بفضلك" آمين
13 notes · View notes
hayat-al3arefen · 1 year
Text
شرح الأسماء الله الحسنى ( ٢١ )
اسم الله ( الغَفورْ ، الغَفّار )
المعنى في حق الله تعالى :
(الغافر) فاعل من غفر وهو المبالغ في الستر، فلا يفضح المذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
و(غفور) للمبالغة كثير المغفرة، أي يغفر و لا يبالي فهو يغفر الذنوب بالجملة و لا يحاسب عليها إذا تكررت .
و اسم الله الغفور غالبا ما يقترن باسمه الرحيم ، وقد اقترن به بضع وستون مرة فى القرآن ، فمن رحمة الله مغفرته لذنوب عباده وإن كثرت وإن عظمت !
و(الغفار) أشد مبالغة منه ، فهو من يغفر الذنوب الكثيرة ، وهو مخصص للذنوب الشديدة التي قد لا يتخيل العبد أن الله سيغفرها له .
فكأنه تعالي يقول : إن كنت ظالماً فأنا غافر ، وإن كنت ظلوماً فأنا غفور ، وإن كنت ظلاّماً فأنا غفار .
والغفار والغفور سبحانه : هو الذي يستر الذنوب المتجاوز عن الخطايا والعيوب بفضله ، مهما كان مقدارها ومهما تعاظمت النفس وتمادت فى جرمها وعصيانها فهو سبحانه يغفر الكبائر والصغائر جميعها .
ثانيا / وروده في القرآن الكريم :
جاء في القرآن بعدة صيغ منها :
غافر كما في قوله تعالى : ( غافر الذنب وقابل التوب ) غافر 3
الغفور كما في قوله تعالى : ( وربك الغفور ذو الرحمة .. ) الكهف58
غفار كما في قوله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب .. ) طه82
ثالثا / تأملات في رحاب الاسم الجليل :
إن اسم "الغفور" من أقرب الأسماء الحسنى إلى المؤمن، لأن المؤمن مذنب تواب، والله عز وجل غفوررحيم يحب التوابين ويحب المتطهرين .
فهو الذي يستر العيوب ويستر الذنوب، مهما بلغ الذنب من الكبر ، ومهما تكرر من العبد وأراد الرجوع إلى الرب، فإن باب المغفرة مفتوح في كل وقت، لأن الغفور هو الذي يقبل ستر الذنب والمسامحة فيه مرة بعد مرة بلا نهاية لأن مغفرة الله بلا نهاية، أما ذنوبنا مهما عظمت أو كبرت فلها نهاية.
والله غفور لمن أقبل، غفور لمن تاب، وأناب، غفور لمن أصلح واستغفر، أما أن يقيم الإنسان على معصية وينوي أن يبقى عليها ويقول : إن الله غفور رحيم فهذا من السذاجة والجهل وعدم الفهم.
قال تعالى " نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49} وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ" الحجر: 50.
سبحان من أظهر الجميل وستر القبيح :
فأول ستره سبحانه على العبد بأن أظهر الجميل وأخفى عن الأعين القبيح ،وكم بين باطن العبد وظاهره في النظافة والقذارة ، في القبح والجمال .
وهو سبحانه ستر ما في القلب من الخواطر المذمومة فلا يطلع أحد على ماتكنه الصدور وتخفيه الضمائر ، كل خواطرنا محجوبة عن الخلق، لا يعلمها إلا الله.
الستر في الدنيا والآخرة :
ويوم القيامة يطلع الله العبد على بعض ما ستره عليه من الذنوب فيقرره بها تذكيرا بنعمة الله عليه أن ستره في الدنيا ففي الحديث عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه ، فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، يقول : رب أعرف ، مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته . وأما الآخرون أو الكفار ، فينادى على رؤوس الأشهاد : { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) البخاري
من الذي يفضحه الله ؟
وهو سبحانه الذي يستر الذنوب ، فلا يفضح من أول مرة بل يستر مرات ومرات
عندما يقع الإنسان بذنب فيغفر له ويستره، ومرة ثانية و ثالثة، وقد تقتضي الحكمة الإلهية أن يفضحه،كما ورد أن عمر بن الخطاب جيء عنده بسارق ، وبعد أن أقر بفعلته قال: يا أمير المؤمنين هذه أول مرة، فقال عمر : "كذبت إن الله لا يفضح من أول مرة، فظهرت أنها الثامنة.. ".
يفعل بعض الظلمة الجرائم ويبطشون بالناس وهم يظنون أنهم سينجون بفعلتهم لكن الله جل وعلا يمهل ولا يهمل .
وقفة مع قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ):
يقول تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر 53
هذه الآية هي أرجى آية في القرآن ونلاحظ أن الله عز وجل لم يقل : قل يا عبادي الذين فسقوا، قل يا عبادي الذين زنوا، قل يا عبادي الذين شربوا الخمر، قل يا عبادي الذين قتلوا، بل قال: يا عبادي " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " فيها تلطف فيها ستر لحالهم.
الأمر الثاني كلمة " قل يا عبادي " هذا العبد العاصي أضافه الله إلى ذاته، تحببا لعباده وتطمينا وإكراما لهم ، يقول لك الله عز وجل "قل يا عبادي "
فمن رحمة الحق عز وجل وحكمته أنه يغفر الذنوب ، ولو أنه جل شأنه أغلق باب التوبة في وجه المذنب لتمادى في ذنوبه وترتب على ذلك هلاكه وهلاك المجتمع بأسره دنيا وآخرة .
وغفران الذنب للمذنب لا يتعارض مع العدالة الإلهية والتي تقتضي محاسبة كل إنسان وفقا لعمله .
والعلة في ذلك أنه ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ والمعصية ، وهذا يجعل المغفرة رحمة بالبشرية جمعاء لا بطائفة دون أخرى .
والحق سبحانه وتعالى قد أوضح لنا أنه لا ذنب يعظم عن مغفرته وتتجلى هذه القاعدة في قوله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فكلمة جميعا أفادت العموم والشمول ، فمهما عظم الذنب .. أي ذنب فإن مغفرة الله عز وجل أعلى وأعظم
وقفة مع قوله تعالى (فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء ) :
بعض المستشرقين قال : إن المغفرة الإلهية كما يبدو من القرآن الكريم تمنح على غير أساس معلوم ، وليس أدل على ذلك من الآية رقم 284 من سورة البقرة والتي جاء فيها قوله تعالى : ( فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء)
يقول الشيخ الشعراوي ردا عليه :
إن المغفرة والعذاب بيد الله عز وجل ولمن يشاء من عباده ؛ نعم .. ولكن ذلك لا يعني أن المسألة تسير وفقا للهوى .. تعالى ربنا الملك الحق عن الهوى والظلم والتفرقة بين العباد .
فالحق تبارك وتعالى إن شاء أن يغفر لأحد فثق أنه جدير بالمغفرة وإن شاء أن يعذب أحدا فثق أنه جدير بالعذاب .
ونذكر مثالا لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد بصحيح البخاري ومسلم : ( كان رجل يسرف على نفسه ، فلما حضره الموت قال لبنيه : إذ أنا مت فأحرقوني ، ثم اطحنوني ، ثم ذروني في الريح ، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد ، فلما مات فعل به ذلك ، فأمر الله الأرض فقال : اجمعي ما فيك منه ، ففعلت ، فإذا هو قائم ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : يا رب خشيتك ، فغفر له . )
فإن دل هذا الحديث على شيء فإنما يدل على أن الخوف من الله عز وجل والذي يرجع إلى الإيمان الصادق به قد يجلب المغفرة ، ودل أيضا على أن مغفرة الله عز وجل لا تعطي لعبد دون مبرر أو استحقاق .
ونذكر أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد في صحيح مسلم : عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال :
" أذنب عبد ذنبا . فقال : اللهم ! اغفر لي ذنبي .
فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب .
ثم عاد فأذنب . فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي .
فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب .
ثم عاد فأذنب فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي .
فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ،اعمل ما شئت فقد غفرت لك " .
إن هذا الحديث يدل أيضا على أن مغفرة الحق عز وجل لا تمنح إلا لمستحق ، وهذا العبد الذي غفر له الله عز وجل كان دائم الاستغفار ، وهذا يرجع إلى إيمانه الصادق بالله عز وجل وخشيته منه .
وقول الحق اعمل ما شئت فقد غفرت لك .. لا يعني أنه جل وعلا أطلق له العنان ليبغي في الأرض الفساد ... تعالى المولى عز وجل عن ذلك .. فقد بدا من الحديث أن هذا العبد لم يكن يكرر نفس الذنب الذي يذنبه ، والدليل على ذلك قوله جل وعلا : ثم عاد فأذنب .. ثم عاد فأذنب .. فلو كان العبد يعود إلى نفس الذنب لقال جل وعلا ثم عاد إلى ذنبه ، يضاف إلى ذلك أن هذا العبد قد كشف أنه من ذوي النفس اللوامة ، وصاحب هذه النفس دائما يرتقي في المعراج الروحي إلى أعلى حتى يصل إلى النفس المطمئنة إن شاء له الله ذلك ، ولا يعود إلى الخلف أو يهبط إلى أسفل ... فالمغفرة في هذا الحديث رغم كونها مستقبلية إلا أنها مغفرة مترتبة على استحقاق العبد والذي يعلمه الحق عز وجل من علمه بنفس عبده ، وعمله بالغيب .. إذن فهي ليست مغفرة عشوائية يعقبها طغيان من العبد وفساد في الأرض . ونذكر أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد في صحيح البخاري : تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم ، قالوا : أعملت من الخير شيئا ؟ قال : كنت أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر ، قال : فتجاوزوا عنه )
ثمار الإيمان بالاسم الجليل :
1-كرم الله لعباده العاصين :
فهو واسع المغفرة (إن ربك واسع المغفرة)النجم 32
وهو سبحانه الذي يغفر الذنوب جميعا "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر 53
بل ومن كرمه أن يبدل السيئات حسنات (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان:70
ويمحو الله أثر الذنب عن العبد كما في الحديث ( إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه ، وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض ، حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله بذنب) ضعفه الألباني
2- لا تغتر بستر الله عليك :
كما في الحديث عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ"، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}.
ومعنى(استدراج) أي أخذ بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى،فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ثم يصبه عليه صباً.
3- لا تغتر بإعجاب الناس بك إنما أعجبوا بستر الله عليك:
نعم إن ستر الله هو المسدل على أعمالنا الصالحة ، فلو أن الله سبحانه وتعالى نزع ستره عنا لما جلس معنا احد ولما آكلنا أحد ، فالإعجاب بالنفس يأتي من عدم رؤية ستر الله علينا فلو استحضرنا ذنوبنا في عملنا لعلمنا أن نعمة الستر نعمة عظيمة ،
سئل ابن عمر هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال : نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال.
وكان الحسن البصري يقول : الحمد لله أنه ليس للذنوب رائحة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فإذا حسنت السرائر .. أصلح الله الظواهر )
ويقول ابن القيم : (إذا زكاك المزكون وأثنى عليك المثنون فإنما هم إلى جميل ستر الله ينظرون فلا تغتر)
ويقول الشيخ محمد صالح المنجد : (ليس الخائف من الله الذي يبكي فيعصر عينيه ، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام وهو يقدِر عليه ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
4- أن نستر من غيرنا ما يستره الله من أعمالنا عنهم:
فلو اطلع أحدنا على معصية لأخيه فلا ينبغي أن يذكرها لأحد ، إن تكلم عن ذنبه فقد اغتابه وإن عيره ابتلي به وإن رضي منه هذا الذنب شاركه في الإثم، بل عليه النصيحة والستر .
5- عدم اليأس من رحمته أبدا :
فهو يغفر الذنوب الكبيرة ويغفر الذنوب الكثيرة في الحديث القدسي قال الله :
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
6- دوام الاستغفار والتوبة السريعة بعد كل ذنب وعدم الإصرار :
قال تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران 135
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب )
أقوال في الاستغفار:
1 - يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).
2 - وقالت عائشة رضي الله عنها:( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).
3 - وقال قتادة: ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ).
4 - وقال الحسن: ( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).
5- وقال بعض الشعراء :
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم
بعض ما ورد في الاستغفار :
1- روى البخاري من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أن أبا بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي قَالَ : ( قُلِ اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .
2- سيد الاستغفار: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قال : ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .رواه البخاري
3 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: (كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة قول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)رواه أصحاب السنن
4- و في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام في الدعاء يبن التشهد والتسليم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).
5- وكان عليه الصلاة والسلام ينوع في طلب المغفرة، ويعدد الذنوب بأنواعها، فيقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)
نسألُ الله الغفور الغفّار الغافِر
أن يغفرلنا ما قدما وما أخرنا وما أسررنا و ما أعلنا أنت المقدم و أنت المؤخر لا إله إلا أنت
9 notes · View notes
alabdalfaqeer · 2 years
Text
١٣- اللهم لا إله إلا أنت ذو الفضل والإنعام العفو الغفور الرحيم؛ عظم ثناؤك لصاحب وخليفة حبيبك ﷺ سيدنا الصديق رضي الله عنه، بأنه من أولي الفضل والسعة الذي بادر بالعفو والصفح عن مسطح رادا له نفقته قائلا: "بلى أحب أن يغفر الله لي" سبحانك ما أعظمك غفور رحيم؛ فصلِّ وسلم وبارك وزد وأنعم على عظيم حضرة حبيبك سيدنا ومولانا محمد عظيمك المعظم، رسولك المكرّم، القائل ﷺ: (إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبو بكر) الرؤوف الرحيم؛ وعلى آله وصحبه، صلاة توفقنا وتعيننا بها وأحبابنا والأمة المحمدية المرحومة على كمال حبك وحبه ﷺ واتباعه ﷺ لنوال حبك، وتحققنا بحقائق شهود عظمتك في مقعد صدق عندك، وشهود عظمة ثنائك وتوجيهك الرقيق للصديق، وشهود عظمة مغفرتك لمن عفا وصفح متخلقا بك الغفور الرحيم؛ وتدخلنا برحمتك ﷺ في رحمتك ﷺ في عبادك الوارثين الكُمّل لحبيبك الأكمل ﷺ، أولي الفضل المنفقين على أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيلك، العافين المحبين أن تغفر لهم وأنت غفور رحيم؛ وتوفقنا وتعيننا على مجاهدة أنفسنا وتزكيتها بمكارم الأخلاق النبوية الشريفة وصالح الأعمال المرضية وتكفينا شر أعدائك أولياء الشيطان الرجيم الجاهلين بأنك غفور رحيم
Tumblr media
2 notes · View notes
history-teacher87 · 2 years
Text
" حدثتني مريم "
في يومٍ ما وبينما كنت مستغرقة في شرح إحدى الدروس المتعلقة في فصل " قيام دولة الخلفاء الراشدين" تحديداً درس " الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه"
سألتني مريم سؤالاً ..!؟
قبل أن أستعرضه دعوني أحدثكم عن مريم ..
مريم طالبة من دفعة ٢٠١٦ من رآها بشكلها الخارجي إبتعد عنها ولن يفكر أحد بصحبتها فملامح الظواهر الدخيلة على المجتمع متمكنة منها حيث كانت تلعب دور الفتاة المسترجلة البعيدة كل البعد عن أنوثتها فكان الشعر يملأ جسدها لدرجة ان كان لديها شارب و لحية رجل ناهيك عن الصوت وطريقة المشي و الكلام ..
لمريم أسباب جعلتها تنتهج هذا الطريق من اهمها ان أبويها منفصلان وكل واحد منهم ارتبط بعائلة جديدة و كليهما تخلو عنها فالاب رافض لحضانتها كذلك الأم .. فكانت تعيش مع جدتها المرأة العجوز الكبيرة فلم تجد سوى بيئة الصحبة السيئة ملاذا لها فكانت مريم تقضي ليالي خارج بيت جدتها عند صديقاتها ناهيك عن ممارستها للعادات السيئة مثل التدخين و غيرها من الامور التي هي و الله يعلمها ..
نرجع لسؤال مريم ولكن قبل السؤال دعوني أقص عليكم قصة سبب هذا السؤال ..!؟
بينما كنت أحدثهم عن شخصية عمر بن الخطاب في الجاهلية تحديداً عن قصة عمر و العجوة ..!؟ فكان عمر بن الخطاب في الجاهلية يمارس عادات العرب السيئة المتعارف عليها من بينها .. انه في يوم ما اخذ عجوة وصنعها على شكل إلـٰه وقضى ليله في تعبد هذا الإلـٰه ولكن عندما جاع أكله فقام بصنع إلـٰه آخر ايضا من العجوة و أخذ بالتعبد وعندما جاع رجع واكله فسأله غلام بعد إسلام عمر ��حديدا عندما كان خليفةً للمسلمين فقال له : " يا أمير المؤمنين ألم يكن لديكم عقل فرد عليه وقال كان لدينا عقل ولكن لم تكن لدينا هداية "
وأخذت أنا في شرح الهداية و فضائلها على العبد و تطرقت لباب التوبة وكيف أن الله سبحانة قادر بأن يبدل السيئات بالحسنات .. وبينما أنا كنت مندمجة بالشرح كنت ألاحظ نظرات مريم و إندماجها التام معي
بعد انتهاء الحصة الدراسية وبينما كنت منشغلة في حمل ادواتي أتتني مريم فقالت " أبلة بسألج سؤال يعني انا اقدر أتوب !؟ وهل ممكن ان الله يغفرلي !؟ و هل بتوبتي تتبدل سيئاتي الى حسنات !؟ وهل الله سوف ينظر الي "
كانت طريقة أسئلتها عفوية متأثرة لدرجة أنها كانت تخبئ دموعها عني فكانت متأثرة برأي البعض المائل للترهيب حرام ، لا يجوز ، جهنم ، ملعونين الى يوم القيامة .. و إن الله تعالى لشديد العقاب عليكم
ونسو بأن الله غفور رحيم فالله تعالى يقول : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة "
فعندما كنت احدثها عن رحمة الله بعبده وحبه له نزلت دموعها المخبأة وكأنها طفلة وجدت ضالتها بعد ضياعها وكأنها رأت في حياتها أمل وباب آخر للتغيير
المؤسف بالأمر أن مريم تخرجت ولا أعلم لها خبراً أو طريقا يوصلني بها .. حفظك الله يا مريم
المغزى من قصة مريم ان الله سبحانه ممكن ان يهدي شخص فتكون أنت الوسيلة المستخدمة للهداية فلا تكن ممن يُرَهِب للتوبة و لكن كن ممن يُرَغِب فيها ..
فالشريعة الإسلامية سمحةٌ و الله تعالى هو الغفور الرحمن الرحيم فلا تعطي نفسكـ مجالاً للحكم على الغير
وأخيراً :
" اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلاَ مُضِلِّينَ "
بقلمي 🖋
5 notes · View notes
dr-hass · 2 years
Text
Tumblr media
{ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }
[ سورة النحل : 18 ]
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها. والمراد بالنعمة هنا جنسها، الذي يشمل كل نعمه، لأن لفظ العدد والإحصاء قرينة على ذلك، وعلماء البيان يعدون استعمال المفرد في معنى الجمع اعتمادا على القرينة- من أبلغ الأساليب الكلامية.
أى: وإن تعدوا نعمة الله- تعالى- التي أنعمها عليكم، في أنفسكم، وفيما سخره لكم لا تستطيعون حصر هذه النعم لكثرتها ولتنوعها. وما دام الأمر كذلك فاشكروه عليها ما استطعتم، وأخلصوا له العبادة والطاعة.
إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ استئناف قصد به فتح باب الأمل أمامهم لكي يتداركوا ما فرط منهم من جحود وتقصير في حقه- سبحانه-.
أى: إن الله- تعالى- لغفور لعباده على ما فرط منهم متى تابوا إليه توبة نصوحا، رحيم بهم، حيث لم يؤاخذهم بذنوبهم. بل منحهم نعمه مع تقصيرهم في شكره- تعالى. قال ابن كثير- رحمه الله- قوله: إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ أى يتجاوز عنكم، ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم، يغفر الكثير، ويجازى على اليسير».
د. محمد المجالي:
مِن توجه العبد الصادق إلى الله إقراره بنعمه وفضله عليه سبحانه، فهو الخالق والقادر والرازق، وهو بذلك الجدير بأن يتوجه العبد إليه وحده، فليس من يخلق كمن لا يخلق، فمن يعطي بلا مقابل، وينعم على المؤمن وغيره، حقيق بأن يأنس العبد به، وأن يركن إليه وحده.
جاءت هذه الآية(وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) في القرآن مرتين، في سورة إبراهيم وفي سورة النحل، وكانت الآية في سورة إبراهيم: “وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها، إن الإنسان لظلوم كفار”، بينما في سورة النحل: “وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها، إن الله لغفور رحيم”، فكانت الفاصلة مناسبة لسياق كل منهما، ففي سورة إبراهيم كان السياق يتحدث عن المنكرين لنعم الله، الجاحدين بها، فتعرض النص لطبيعة سلبية في الإنسان، أنه ظلوم كفار، ظلوم لنفسه، يكفر بنعم الله تعالى ولا يشكر، بينما السياق في سورة النحل فهو في معرض نعم كثيرة أنعم الله بها على الإنسان، وكلها رحمة به وإرشادا له بأن يتعرف على الغفور الرحيم، فهو بإنعامه على الإنسان لا يرجو منه شيئا، فالله غني عن عباده، ونحن الفقراء إليه سبحانه: “يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد”.
هو الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه وخلقه في أحسن تقويم، خلقه ليكون في الأرض خليفة، وحمّله الأمانة التي نأت عن حملها السماوات والأرض والجبال، كرّمه بالعقل والإدراك، وأسجد له الملائكة، ونفخ الله في آدم من روحه، ولكنه في المقابل عجول جهول كنود ضعيف جحود ظلوم كفّار، وقد ذكر الله هذه الصفات السلبية في الإنسان ليس ذما له بقدر ما أنها الحقيقة التي ينبغي أن تراعى تربويا ونفسيا ودعويا وإصلاحا، فالإنسان ليس معصوما ولا كاملا، بل شاء الله تعالى أن تكون الخطايا بل الحروب والعداوات بين الإخوة والصحابة والأقارب لنعلم هذه الحقيقة، ونتدارك الخلل الموجود فيها
هو الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه وخلقه في أحسن تقويم، خلقه ليكون في الأرض خليفة، وحمّله الأمانة التي نأت عن حملها السماوات والأرض والجبال، كرّمه بالعقل والإدراك، وأسجد له الملائكة، ونفخ الله في آدم من روحه، ولكنه في المقابل عجول جهول كنود ضعيف جحود ظلوم كفّار، وقد ذكر الله هذه الصفات السلبية في الإنسان ليس ذما له بقدر ما أنها الحقيقة التي ينبغي أن تراعى تربويا ونفسيا ودعويا وإصلاحا، فالإنسان ليس معصوما ولا كاملا، بل شاء الله تعالى أن تكون الخطايا بل الحروب والعداوات بين الإخوة والصحابة والأقارب لنعلم هذه الحقيقة، ونتدارك الخلل الموجود فيها.
نعم الله كثيرة على الإنسان، ولو بقي ساجدا راكعا ينطق لسانه بالحمد والشكر لما وفّى الله نعمة من نعمه، فكيف بنعم لو بقي العبد يحصيها لما أحصاها، وهي رسالة للعبد أن ينظر في نفسه، يتفقد حاله، ويصارح ضميره، ويحدّث عقله: أين أنا من هذه العناية الإلهية؟ ولم لا أقابل نعمه بالشكر؟ أهي نعم أنا حصّلتها بنفسي وجهدي؟ كما قال قارون من قبل، هل وجدت صدفة؟ وهل وجودها عندي خصوصية لي أم ماذا؟
نحن في هذه الحياة في ابتلاء، سواء في السراء أم الضراء: “ونبلوكم بالشر والخير فتنة”، وقال تعالى: “فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقَدَر عليه رزقه فيقول ربي أهانن”، فنلاحظ وصف الابتلاء في الحالين، ونلاحظ ردة فعل الإنسان عند الابتلاء بالشر، كيف ينقلب ويسخط على الله تعالى.
حري بالإنسان العاقل أن يدرك أن الذي أعطاه هذه النعم قادر على سلبها بأبسط الطرق، فما أسهل أن تنقلب النعمة نقمة، والصحة سقما، والغنى فقرا، والأمن خوفا، والراحة شقاء، فهو مقلب الأمور سبحانه، إن أعطى فليس لحب من أعطاه، وإن منع فليس لبغض من حرمه، بل هي الدنيا، دار ابتلاء، ونحن نسير في قدر الله، لا ندري ما الأفضل لنا: “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
الإنسان بحاجة إلى المشاعر الإنسانية ليعيش بها مع بني جنسه، فهو منطق الأشياء أن يقابل نعم الله بالشكر، ويضع نفسه مكان الآخر ويعامِل الإنسان كما يحب أن يعامَل، فالدنيا متقلبة، ولا تستقيم على حال، وهي ممر لا مقر، وإلا فالمستقر عند الله، حسب ما قدمه الإنسان لله.
يصاب الإنسان أحيانا في عقله، يصاب بجنون العظمة، أو الجحود، أو النسيان والظلم، ولا يعتبر بمن حلت به النقمة بعد النعمة، بمن تبدلت أحواله، هذا الشعور إن سيطر على الإنسان، ورافقه شيء من التسويف في مراجعة الأمر ربما يضره، بل ربما يُختَم على قلبه، وهيهات هيهات حينئذ أن يتذكر أو يقرَّ للخالق بفضله. ومن هنا كان بالضرورة أن يبقى العبد على صلة بالله، ولو قرأ القرآن يوميا لمر على ما يذكره بخالقه، أو بمن حلت عليه العقوبة، أو بمن حاز التأييد والفضيلة، ليعيش شاكرا منيبا منكسرا لمن بيده ملكوت كل شيء سبحانه، فلا يخطر بباله ولو للحظة أنه قادر على الاستقلال عن الله.
بقي أن أذكر أن الشكر عمل لا مجرد قول، فحين يقول الله تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”، فالشكر عمل، وكل نعمة حسب طبيعتها، فشكر المال صدقة، وشكر الصحة عبادة، وشكر الجاه إصلاح، وهكذا، ومن هنا قال الله تعالى: “اعملوا آل داود شكرا، وقليل من عبادي الشكور”، فكن من هذه القلة، لتفي ولو الحد الأدنى من حق الله عليك، ولتنال وعده بأن يزيدك من فضله سبحانه، هو حسبنا ونعم الوكيل”.
..
3 notes · View notes
acros · 8 months
Text
اشترى رجل من أشراف البصرة جارية جميلة اسمها " حُسنْ " بضم الحاء وسكون السين.
وكانت إلى جمالها الخلاب تحسن الرقص والغناء والضرب بالعود.
فلما ركب بها السفينة منحدرا نحو البصرة وجن الليل وهدأت الريح قام فوزع الخمر علي اهل السفينة وقال: أسمعينا يا حسن.. فطفقت تغني وترقص وتضرب بالعود وقد ثمل أهل السفينة وأخذتهم النشوة.
في ناحية السفينة يقبع شاب صالح يقرأ القرآن ويجتنب مجالس العصيان.. فأقبل عليه صاحب الجارية وقال ساخرا: أيها الفتي هل سمعت أفضل من هذا؟!!
قال الفتي: نعم!
قال الرجل: اسكتي يا حسن.. وقال للفتي: هات ما عندك.. أسمعنا..
فقال الفتي بصوت جميل" قل متاع الدنيا قليل* والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "..
فوقعت الآية في قلب الرجل.. وانكسر لها وارتجف.. وسكب كأس الخمر في الماء وقال: أشهد أن هذا أفضل مما كنت أسمع.. أعندك غيرها؟!
فقال الفتي: " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر* إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها* وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه* بئس الشراب وساءت مرتفقا "
فارتعد الرجل.. وسكب جميع الخمر في البحر.. وكسر العود.. وقال: يا جارية اذهبي فأنت حرة.. وانزوي في ركن السفينة وأخذ يردد: أستغفر الله.. أستغفر الله.. هذا والله أحسن مما كنت فيه..ثم قال: أيها الفتي.. هل لمثلي من مخرج؟
فلما رآه الفتي قد انكسر.. ورق قلبه.. وخشعت جوارحه.. تلا عليه قوله تعالي: " قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله* إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
فأخذ الرجل يرتجف ويقول: أشهد أن الله غفور رحيم ثم شهق شهقة فمات..
يقول راوي القصة: فوالله لقد وصلت السفينة إلي البصرة بعد أيام وماانتفخ جثمان الرجل.. ولا خرجت منه ريح خبيثة..
يا من عدا ثم اعتدي ثم اقترف .. ثم انتهي ثم ارعوي ثم انصرف
أبشر بقول الله في قرآنه .. إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سل��
لا تقرا وترحل اترك اثر تؤجر عليه
0 notes
aaaalsafar · 9 months
Text
Tumblr media
اشترى حاكم البصرة جارية جميلة اسمها " حُسٌن" بضم الحاء وسكون السين.
وكانت إلى جمالها الخلاب تحسن الرقص والغناء والضرب بالعود.
فلما ركب بها السفينة منحدرا نحو البصرة وجن الليل وهدأت الريح قام فوزع الخمر علي اهل السفينة وقال: أسمعينا يا حُسن.. فطفقت تغني وترقص وتضرب بالعود وقد ثمل أهل السفينة وأخذتهم النشوة.
في ناحية السفينة يقبع شاب صالح يقرأ القرآن ويجتنب مجالس العصيان.. فأقبل عليه صاحب الجارية وقال ساخرا: أيها الفتي هل سمعت أفضل من هذا؟!!
قال الفتي: نعم!
قال الرجل: اسكتي يا حُسن.. وقال للفتي: هات ما عندك.. أسمعنا..
فقال الفتي بصوت جميل
((" قل متاع الدنيا قليل* والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "..))
فوقعت الآية في قلب الرجل.. وانكسر لها وارتجف.. وسكب كأس الخمر في الماء وقال: أشهد أن هذا أفضل مما كنت أسمع.. أعندك غيرها؟!
فقال الفتي: "
{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر* إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها* وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه* بئس الشراب وساءت مرتفقا"}
فارتعد الرجل.. وسكب جميع الخمر في البحر.. وكسر العود.. وقال: يا جارية اذهبي فأنت حرة.. وانزوي في ركن السفينة وأخذ يردد: أستغفر الله.. أستغفر الله.. هذا والله أحسن مما كنت فيه..ثم قال: أيها الفتي.. هل لمثلي من مخرج؟
فلما رآه الفتي قد انكسر.. ورق قلبه.. وخشعت جوارحه.. تلا عليه قوله تعالي: "
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله* إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "}
فأخذ الرجل يرتجف ويقول: أشهد أن الله غفور رحيم ثم شهق شهقة فمات..
يقول راوي القصة: فوالله لقد وصلت السفينة إلي البصرة بعد أيام وماانتفخ جثمان الرجل.. ولا خرجت منه ريح خبيثة..
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف.. ثم انتهى ثم ارعوى ثم انصرف
أبشر بقول الله في قرآنه.. إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
إذا كنت من محبي #القصص والمنشورات الجميله تابعني
0 notes
modawanat-ebn-misr · 1 year
Text
حلقات براءة مِن الله ورسوله لي الحلقة رقم 1
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين التوبة - 1
إلَّا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إنَّ الله يحب المتقين التوبة 4
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إنَّ الله غفور رحيم التوبة - 5
يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون الأنفال - 45
ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط الأنفال - 47
فإن انتهوا فإنَّ الله غفور رحيم البقرة 192
وَإن يريدوا أن يخدعوك فإنَّ حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين الأنفال - 62
ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
التوبة - 13
-
الشيخ محمد عابد
0 notes
abdulaziz2023 · 5 years
Text
Tumblr media
وقفات قرآنية.
19 notes · View notes
monagwaily · 1 year
Text
حث الله تعالى في كتابه الكريم على الاستغفار لا سيما في نهاية الطاعات، وعند إتمام العبادات 👇
1️⃣ فحث الحاج أن يختم حجه بالاستغفار، فقال: ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾.
2️⃣ وأثنى على من يختم صلاة الليل بالاستغفار في السَّحر، فقال: ﴿كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (*) وبالأسحار هم يستغفرون﴾.
3️⃣ وفي ختام سورة المزمل بعد أن حث على الصلاة والزكاة والإنفاق حث على الاستغفار، فقال: ﴿واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾.
4️⃣ ولما أتم لنبيه ﷺ الجهادَ والنصرَ، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، إشارة إلى قرب أجله ونهاية تبليغه؛ أمره الله تعالى بالاستغفار، فقال: ﴿فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا﴾.
لذلك كتب أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار، وصدقة الفطر.
قال ابن تيمية: «المشروع أن تختتم جميع الأعمال بالاستغفار».
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
8 notes · View notes
Text
*ًبشائر*
✨بشارة سورة الأنعام :
" كتب ربكم على نفسه الرحمة , أنه من عمل منكم سوءا بجهالة , ثم تاب من بعده وأصلح , فأنه غفور رحيم "
🌴🌻🌴
من بشارات سورة النساء :
" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
🌴🌻🌴
من بشارات سورة النساء :
" إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه , نكفر عنكم سيئاتكم , ونُدخلكم مُدخلا كريما "
🌴🌻🌴
بشارة سورة الزمر, من أرجى آي القرآن
" قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
🌴🌻🌴
وفي سورة الفرقان للتائبين بهجة :
" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا , فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات , و��ان الله غفورا رحيما "
🌴🌻🌴
في سورة المائدة آية تملأ قلب التائب رجاء:
قال الله بعد سياق كفرالنصارى
" أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم"
فكيف يقنط الموحد ؟
🌴🌻🌴
من أرجى الأحاديث القدسية قول ربنا تعالى :
" يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار , وأنا أغفر الذنوب جميعا , فاستغفروني أغفر لكم "🔺رواه مسلم
🌴🌻🌴
تعاهد التوبة من صفات الأنبياء :
في صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام:
"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "
🌴🌻🌴
حديث كالماء البارد:
" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهارليتوب مسيء الليل, حتى تطلع الشمس من مغربها "🔺رواه مسلم
🌴🌻🌴
ختاما:
أوصيكم ونفسي على الدوام بتجديد التوبة
وتعاهد الاستغفار واستحضروا معانيه العظام٠
6 notes · View notes
islamiiat · 4 years
Text
اول طريق التوبه إنك تعترف بإنك غلطت وتبتدى تشتغل على تصحيح غلطك، غلطت وأذنبت فى حق نفسك لازم تحاول تسامح نفسك غلطت وأذنبت فى حق ربنا مفيش أسهل من إنك ترجعله وتستغفره وتحاول تبعد عن الطريق الغلط اللى كنت ماشى فيه ربنا اسمه الغفور الرحيم ربنا بيقول (وقال ربكم ادعونى استجب لكم) ربنا بيقول (كتب ربكم على نفسه الرحمه انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم) ربنا بيقول (نبئ عبادى انى انا الغفور الرحيم) ربنا بيقول (قال رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) ربنا بيقول ( قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) وفى الحديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بيقول (لما قضى الله الخلق كتب فى كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتى غلبت غضبى) او سبقت غضبى زى ما هو مذكور فى بعض الروايات، انت بس عجل بالتوبة وقدم الاستغفار واكثر منه وربنا سبحانه وتعالى ان شاء الله هايتقبله منك.
20 notes · View notes
twins777art · 4 years
Text
من أجمل ما قرأت
لا تقنطوا من رحمة الله يحكى أن :- رجلا من أشراف البصرة اشترى جارية جميلة اسمها " حُسٌن" بضم الحاء وسكون السين. وكانت إلى جمالها الخلاب تحسن الرقص والغناء والضرب بالعود. فلما ركب بها السفينة منحدرا نحو البصرة وجن الليل وهدأت الريح قام فوزع الخمر علي اهل السفينة وقال: أسمعينا يا حُسن.. فطفقت تغني وترقص وتضرب بالعود وقد ثمل أهل السفينة وأخذتهم النشوة. في ناحية السفينة يقبع شاب صالح يقرأ القرآن ويجتنب مجالس العصيان.. فأقبل عليه صاحب الجارية وقال ساخرا: أيها الفتي هل سمعت أفضل من هذا ؟!! قال الفتي: نعم! قال الرجل: اسكتي يا حُسن.. وقال للفتي: هات ما عندك.. أسمعنا.. فقال الفتي بصوت جميل (" قل متاع الدنيا قليل* والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ") فوقعت الآية في قلب الرجل.. وانكسر لها وارتجف.. وسكب كأس الخمر في الماء وقال: أشهد أن هذا أفضل مما كنت أسمع.. أعندك غيرها؟! فقال الفتي: " ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر* إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها* وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه* بئس الشراب وساءت مرتفقا") فارتعد الرجل.. وسكب جميع الخمر في البحر.. وكسر العود.. وقال: يا جارية اذهبي فأنت حرة.. وانزوي في ركن السفينة وأخذ يردد: أستغفر الله.. أستغفر الله.. هذا والله أحسن مما كنت فيه..ثم قال: أيها الفتي.. هل لمثلي من مخرج؟ فلما رآه الفتي قد انكسر.. ورق قلبه.. وخشعت جوارحه.. تلا عليه قوله تعالي: " ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله* إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ") فأخذ الرجل يرتجف ويقول: أشهد أن الله غفور رحيم ثم شهق شهقة فمات.. يقول راوي القصة : فوالله لقد وصلت السفينة إلي البصرة بعد أيام وماانتفخ جثمان الرجل.. ولا خرجت منه ريح خبيثة.. يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف.. ثم انتهى ثم ارعوى ثم انصرف أبشر بقول الله في قرآنه.. إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
منقول 
15 notes · View notes
taiebtaieb · 3 years
Text
سورة الحجرات كاملة 18 آية
وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين
هذا ما حفظته في الورد اليومي من القرآن الكريم : سورة الحجرات كاملة 18 آية
بسم الله الرحمان الرحيم يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله واتّقوا ال��ه إنّ الله سميع عليم 1 يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون 2 إنّ الّذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله أولئك الّذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم 3 إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 4 ولو أنّهم صبروا حتّى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم 5 يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين 6 واعلموا أنّ فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم ولكنّ الله حبّب إليكم وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون 7 فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 8 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يحبّ المقسطين 9 إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتّقوا الله لعلّكم ترحمون 10 يا أيّها الّذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون 11 يا أيّها الّذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتّقوا الله إنّ الله توّاب رحيم 12 يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير 13 قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إنّ الله غفور رحيم 14 إنّما المؤمنون الّذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون 15 قل أتعلّمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكلّ شيء عليم 16 يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمنّ عليم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين 17 إنّ الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون 18   صدق الله العظيم
سورة الحجرات هي السورة التاسعة والأربعون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثامنة بعد المائة بحسب ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم، وكان نزولها سنة تسع للهجرة، وهي سورة مدنية باتفاق أهل التأويل، وعدد آياتها ثمان عشرة آية. وهي أول سور المفصَّل -بتشديد الصاد- على الأرجح من أقوال أهل العلم، ويسمى المحكم. والمفصل هو السور التي تستحب القراءة ببعضها في بعض الصلوات الخمس على ما هو مبين في كتب الفقه.
تسميتها  سميت في جميع المصاحف وكتب السنة والتفسير سورة الحجرات، وليس لها اسم غيره؛ ووجه تسميتها أنه ذُكِر فيها لفظ الحجرات، حيث نزلت في قصة نداء بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته، فعُرفت بهذه الإضافة.
وجه ارتباطها بما قبلها  ارتبط سورة الحجرات بسورة الفتح قبلها بعدة روابط، منها: أنهما مدنيتان ومشتملتان على أحكام، وأن سورة الفتح فيها قتال الكفار، وهذه فيها قتال البغاة، وتلك خُتمت بالذين آمنوا، وهذه افتتحت بالذين آمنوا، وتلك تشريفاً له صلى الله عليه وسلم وبخاصة مطلعها، وهذه تضمنت تشريفاً له في مطلعها، إلى غير ذلك منقول عن موقع إسلام واب
دروس مستفادة من سورة "الحجرات": 1- احترام كل ما جاء من عند الله - سبحانه وتعالى - وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعمل به، وعدم التسرُّع في الحكم قبل الرجوع إلى ما في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. 2- احترام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه وذلك باحترام سنته وما جاء به من عند الله، والاقتداء به والصلاة والسلام عليه عند سماع اسمه، بل وفي كل وقت 3- أن نذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والعلماء الأجلاَّء بألقابهم الشريفة، ولا نتجرَّأ عليهم بذكر أسمائهم، ولا نذكرهم في مجالس اللهو أو المزاح؛ احترامًا لهم وتقديرًا لمكانتهم. 4- يجب التثبت في الأخبار؛ حتى لا يؤدي عدم التثبت إلى نتائج سيئة وآثار ضارة بالأفراد والمجتمعات. 5- يجب أن نصدق المؤمنين الموثوق بهم فيما ينقلون إلينا من أخبار وأقوال ما دُمنا لم نجرِّب عليهم كذبًا قبل ذلك. 6- على المؤمنين أن يقوموا بواجبهم نحو إخوانهم الذين يتخاصمون أو يتقاتلون سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول وذلك بالصلح بين هؤلاء المتخاصمين، فإذا طغى بعضهم على بعض فعلى المؤمنين (الذين هم خارج هذا النزاع) أن يأخذوا على أيديهم بكل الوسائل، ومنها قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق. 7- من كبائر الذنوب التي يجب على المسلم أن يتجنبها التجسس لكشف عورات المسلمين، وفضح أسرارهم والغيبة، وسوء الظن. 8- يجب أن نشكر الله على نعمة الإيمان والهداية إلى طريق الخير، وعلى نعمة التثبيت على الإيمان. 9- يجب على المسلم ألا يستكثر أعمال الخير التي يوفقه الله إليها، فالله - سبحانه وتعالى - غنيٌّ عن عباده وطاعتهم يعود نفعها عليهم.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net
2 notes · View notes
khaledalansary · 4 years
Text
youtube
‏قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (31)نزلا من غفور رحيم} [فصلت 30 : 32]
تلاوة خاشعة https://t.co/h4YWUuBBn7‎
20 notes · View notes
lovequransecrets · 6 years
Photo
Tumblr media
                                                  🌾🌾 فقه رحمة الرب 🌾🌾
قال الله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} [الأعراف: 56
وقال الله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)} [غافر: 7
وقال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} [النساء: 83
💠 الله تبارك وتعالى هو الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، ورحمة الله تتجلى على الخلائق عامة، وعلى الإنسان خاصة:
🔹 تتجلى ابتداءً في وجود البشر أنفسهم، وفي نشأتهم من حيث لا يعلمون، وفي تكريم الإنسان على كثير من العالمين.
🔹وتتجلى في تسخير ما في هذا الكون العظيم من النعم والطاقات، والقوى والأرزاق، والماء والهواء وغير ذلك مما يتقلب فيه الإنسان كل لحظة: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} [الإسراء: 70
🔹 وتتجلى رحمة الله في تعليم الإنسان ما لم يعلم مما يحتاجه في حياته: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(78)} [النحل: 78
🔹 وتتجلى كذلك في رعاية الله لهذا الخلق بعد استخلافه في الأرض بموالاة إرسال الرسل إليه بالهدى كلما نسي أو ضل، وأخذه بالحلم كلما لج في الضلالة والجهالة.
🔹 وتتجلى كذلك في مجازاته العبد على السيئة بمثلها، ومجازاته على الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومحو السيئة بالحسنة:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} [الأنعام: 160
🔹وتتجلى في تجاوز الله عن سيئات العباد إذا عملوها بجهالة ثم تابوا، وبكتابة الرحمة على نفسه كما قال سبحانه: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)} ... [الأنعام: 54
💠 والله جل جلاله هو الرحمن الرحيم، وقد وسعت رحمته كل شيء، واستوى على أعظم المخلوقات وأوسعها وهو العرش، بأوسع الصفات وهي صفة الرحمة فقال سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه
🔹وقد أنزل الله في القرآن سورة كاملة باسمه الرحمن ومطلعها: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)خَلَقَ الْإِنْسَان (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن: 1 - 4].
 🔹وهي معرض لآلاء الرحمن، ومخلوقاته العظيمة، ومظاهر رحمته التي تبلغ كل عقل .. وكل سمع .. وكل بصر .. وتملأ فضاء السموات والأرض. ويبدأ معرض الآلاء بتعليم القرآن بوصفه المنة الكبرى على الإنسان، تسبق في الذكر خلق الإنسان ذاته، وتعليمه البيان.
🔹 فهذا القرآن العظيم نعمة كبرى، بل هو النعمة الكبرى على البشرية كلها، تتجلى فيه رحمة الرحمن بالإنسان، وآلاء الله ومخلوقاته، وهو منهج الله للبشرية، الذي يصلهم بربهم، وينظم أحوالهم ومعيشتهم وفق أمر ربهم، ويفتح عقولهم وحواسهم ومشاعرهم على هذا الكون العظيم الجميل، ومبدعه الذي شمل خلقه برحمته الواسعة.
🔹 القرآن العظيم الذي يقر في أخلادهم أنهم خلفاء في الأرض، وأنهم كرام على الله، وأنهم حملة الأمانة التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال، ويشعرهم بقيمتهم التي يستمدونها من تحقيق إنسانيتهم العليا بالإيمان بالله، ومن ثم قدم تعليم القرآن على خلق الإنسان، فبه يتحقق في هذا الكائن معنى الإنسان، وبدونه يسقط في أقل من رتبة الحيوان.
🔹ثم يذكر سبحانه خلق الإنسان، وتكريمه بالصفة الإنسانية الكبرى البيان النطقي والخطي والإشاري، الذي امتاز به الانسان على غيره.
🔹 ثم يفتح صحائف الوجود الناطقة بآلاء الله ونعمه، ومظاهر رحمته، الشمس والقمر، والنجم والشجر، والسماء المرفوعة، والميزان الموضوع، والأرض وما فيها من مظاهر رحمته، وخلق الجن والإنس، ثم يعرض نعمة المشرقين والمغربين، والبحرين وعدم امتزاجهما، وعجائب ما يخرج منهما، وما يجري فيهما وعليهما من الجواري.
🔹 فإذا تم عرض هذه الصحائف الكبار، والمخلوقات العظام، عرض سبحانه مشهد فنائها جميعاً بأمره وقدرته.
🔹 ثم عرض سبحانه مشهد البقاء المطلق لله ذي الجلال والإكرام كما قال سبحانه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 26، 27
🔹 وفي ظل الفناء المطلق للخلائق، والبقاء المطلق لله، يجيء التهديد المروع للإنس والجن:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)} [الرحمن: 31
والله جل جلاله غفور رحيم، يفرح بتوبة العبد إذا تاب إليه أعظم فرح وأكمله، ويكفر عنه سيئاته، ويوجب له محبته بالتوبة، وهو سبحانه الرحيم الذي ألهمه إياها، ووفقه لها، وأعانه عليها، وقبلها منه. قال الله تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(39)} [المائدة
🔹 ومن رحمته سبحانه أنه ملأ سماواته من ملائكته، يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون لأهل الأرض، واستعمل حملة العرش منهم في التسبيح بحمده سبحانه، وفي الدعاء لعباده المؤمنين، والاستغفار لذنوبهم، ووقايتهم عذاب الجحيم، والشفاعة لهم عند ربهم ليدخلهم الجنة كما قال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) [غافر: 7 - 9
فما أعظم هذه العناية من الرب جل جلاله بعباده المؤمنين 💫 وما أجمل هذا الإحسان من المولى الكريم 💫 وما أعظم هذه الرحمة من الرحمن الرحيم 💫 وما أجملَ هذا التحنن والعطف والتحبب إلى العباد، وحسن التلطف بهم 💫
🔹ألا ما أعظمَ رحمة الله بعباده، فمع خلقهم، وتأمين أقواتهم، وقسمة أرزاقهم، خلق سبحانه ملائكة يدعون لهم، ويستغفرون لهم، ويشفعون لهم عند ربهم، ومع هذا كله أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وتعَّرف إليهم بأسمائه وصفاته، وآلائه وانعامه، ليدعوه بها، ويسألوه بموجبها.
🔹ومع هذا كله ينزل سبحانه كل ليلة إلى سماء الدنيا، اكراما للمؤمنين، واحتفاءً بهم، ويستعرض حوائجهم بنفسه، ويدعوهم إلى سؤاله.قال النبي - صل الله عليه وسلم -: «يََنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْألُنِي فَأعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ» متفق عليه 
🔹والله عزَّ وجلَّ إنما يرسل رسله رحمة بالعباد، فهو الغني عنهم، وعن إيمانهم به، وعبادتهم له، وإذا أحسنوا وآمنوا فإنما يحسنون لأنفسهم في الدنيا والآخرة.
🔹 والناس باقون برحمة الله ومشيئته، وأمرهم كلهم بيده سبحانه: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133)}[الأنعام
💠 إن معرفة العبد برحمة الله الشاملة لعباده يسكب في القلب الطمأنينة إلى ربه، لا في حال السراء والنعماء فحسب، بل وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء، التي تزيغ فيها القلوب والأبصار، فهو يستيقن أن رحمة الله وراء كل لمحة، وكل حالة، وكل وضع، وكل تصرف.
🔹ويعلم أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته، فإن الله لا يطرد من رحمته أحداً يرجوها، إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله، ويرفضون رحمته، ويبعدون عنها. والطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر، والرجاء والأمل، والهدوء والراحة، فهو في كنف ربٍ رحيم ودود.
🔹وهو سبحانه المالك لكل شيء، لا ينازعه منازع، ولكنه فضلاً منه ومنَّة كتب على نفس الرحمة، وأخبر عباده بما كتبه على نفسه من الرحمة، وهذا من كمال عنايته بعباده، فإن إخبارهم بهذه الحقيقة تفضل آخر.
🔹ورحمة الله بعباده هي الأصل، حتى في ابتلائهم أحياناً بالضراء والبأساء، فهو سبحانه يبتليهم ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد الخلوص والتجرد والتهيؤ عن طريق هذا الابتلاء، وليميز الخبيث من الطيب في الصف، وليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيا من حيّ عن بيِّنة.
🔹وقد أرسل الله سبحانه محمداً - صل الله عليه وسلم - رحمةً للعالمين، فهو أرحم الناس بالخلق، كما قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 107 💫 فهو - صل الله عليه وسلم - رحمة لكل أحد، لكن المؤمنين قبلوا هذه الرحمة، فنالوا بها سعادة الدنيا والآخرة. 💫 والكفار ردوها، فلهم الشقاء في الدنيا والآخرة، ورفع الله برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - العذاب العام عن أهل الأرض. 💫 وبهذه الرحمة انتشر الدين، وقبله الناس، وأحبوه، وجاهدوا في سبيله كما قال سبحانه:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159)} [آل عمران: 159
🔹ورحمة الله وسعت كل شيء، وشملت كل أحد، المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، فهو سبحانه الرحيم الذي شمل الخلق كلهم برحمته، فسخر لهم ما في السموات وما في الأرض، فالشمس والقمر، والبر والبحر، والماء والتراب، والنبات والحيوان، والهواء، كل ذلك خلقه الله، وسخر منافعه للناس.
🔹وهذه النعم يستفيد منها المؤمن والكافر على حد سواء، وهي مسخرة للإنسان ولا خيار لها:{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} [لقمان: 20
🔹فهذه رحمة الرحمن تشمل الخلق كلهم في الدنيا، أما في الآخرة فإن الله عزَّ وجلَّ يطرد من رحمته من لم يؤمن به، ولم يشكر نعمه من الكفار والعصاة، ولا تشمل رحمته في الآخرة إلا عباده المؤمنين. ففي الدنيا كثرت متعلقات الرحمة، وفي الآخرة قلَّت متعلقات الرحمة، وإن كانت صفة الرحمة ثابتة لم تتغير ولم تتبدل، ولو أن الكفار والعصاة أطاعوا ربهم لوسعتهم رحمة الله في الآخرة، ولكنهم حرموا أنفسهم منها بكفرهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)} [العنكبوت: 23
🔹ومن رحمة الله بعباده أنه كلما زاد عددهم كشف لهم من العلم ما يمكنهم من سهولة الحياة، وزيادة الإنتاج، وسهولة الحصول عليه كما هو حاصل في كل زمان ومكان: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)} [الحج: 65].
🔹 ورحمة الله لعباده، ودخولهم الجنة، ليست على قدر أعمالهم، إذ أعمالهم لا تستقل باقتضاء الرحمة، وحقوق عبوديته وشكره التي يستحقها عليهم لم يقوموا بها كما يجب لعظمته وجلال سلطانه. فلو عذبهم والحالة هذه لكان تعذيباً لحقه، وهو سبحانه غير ظالم لهم فيه، فإن أعمالهم لا توازي القليل من نعمه عليهم، فتبقى نعمه الكثيرة لا مقابل لها من شكرهم وأعمالهم.
🔹فإذا عذبهم الله عزَّ وجلَّ على ترك شكرهم، وترك أداء حقه الذي يجب عليهم، لم يكن ظالماً لهم، فإن المقدور للعبد من الطاعات لا يأتي به كله، بل لابد من فتور وإعراض، وغفلة وتوان، وتقصير وتفريط. وكذلك قيام المرء بالعبودية لا يوفيها حقها الواجب لها من كمال المراقبة والإجلال والتعظيم لله، وبذل مقدوره كله في تحسين العمل، وتكميله ظاهراً وباطناً، فالتقصير لازم في حال الترك، وفي حال الفعل، وهذا هو السر في كون أعمال الطاعات تختم بالاستغفار.
🔹ولو أتى العبد بكل ما يقدر عليه من الطاعات ظاهراً وباطناً، فالذي ينبغي لربه فوق ذلك، وأضعاف أضعافه، فإن عجز عنه لم يستحق ما يترتب عليه من الجزاء، فإذا حرم جزاء ما لم يأت به مما يجب لربه لم يكن الرب ظالماً له.
🔹 فإذا عطاه ربه الثواب، كان مجرد صدقة منه وفضل ورحمة، لا عوضاً عن عمله، والعبد مملوك لا يستحق شيئاً على سيده، فإن أعطاه شيئاً فهو إحسان منه وفضل.
🔹عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَنْ يُدْخِلَ أحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ». قَالُوا: وَلا أنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لا، وَلا أنَا، إِلا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ الْمَوْتَ: إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدَادَ خَيْراً، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ» متفق عليه 
🔹 والرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الإنسان وإن كرهتها نفسه وشقت عليه، فهذه الرحمة حقاً، فأرحم الناس بك من أخذ بك إلى ما يصلحك وإن كرهت ذلك نفسك.
🔹فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل، ويمنعه شهواته التي تضره، ومتى أهمل ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه، فهذه رحمة مقرونة بجهل، ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه سبحانه أعلم بمصلحته.فابتلاؤه له وامتحانه، ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته، من كمال رحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه، ولا يعلم أنه محسن إليه بابتلائه وامتحانه.
🔹 فما أصاب العبد فهو من تمام رحمة الله به، لا من بخله عليه، كيف وهو سبحانه الجواد الكريم، الذي له الجود كله، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها، بل جود جميع الخلق كلهم من جوده عزَّ وجلَّ.
🔹فمن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية، لا حاجة منه سبحانه إليهم بما أمرهم به، فهو الغني الحميد، ولا بخلاً منه عليهم بما نهاهم عنه، فهو الجواد الكريم، وهو العليم الخبير.
🔹ومن رحمته سبحانه بهم أن نغَّص عليهم الدنيا وكدرها، لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا بها، كي يرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره.
🔹فساقهم العليم الخبير إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَا��ِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[البقرة: 155 - 157
🔹ومن رحمته سبحانه بعباده أن حذرهم نفسه، لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به، من الشرك والمعاصي والتقصير، كما قال سبحانه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)} [آل عمران
🔹وتمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة، ولذا أمرنا الله سبحانه أن نسأله كل يوم وليلة مرات عديدة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم وهم أولو الهدى والرحمة، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، وهم ضد المرحومين، وطريق الضالين وهم ضد المهتدين. فاللهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6، 7].
🔹ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان أن خلقه في أحسن تقويم .. وأكرمه بالدين .. وزوده بالسمع والبصر والعقل .. ولم يكله في الاهتداء إلى عقله وحده .. ولا على الفطرة وحدها .. ولا على كثرة ما في الأنفس والآفاق من دلائل الهدى، وموجبات الإيمان.
🔹 بل اقتضت رحمة العزيز الرحيم ألا يكل إلى العقل البشري تبعة الهدى والضلال إلا بعد الرسالة والبيان، ولم يكل إليه بعد البيان والاهتداء وضع منهج الحياة، إنما وكل إليه تطبيق منهج الحياة، الذي قرره الله له، وأكرمه به، ثم ترك له ما وراء ذلك: {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} [الأعراف: 203].
🔹 ومن رحمة الله سبحانه أنه أقام الدلائل الكونية في هذا الكون، والتي تدل على عظمة الخالق ووحدانيته، وقدرته وتدبيره، وملأ الفطرة بالأشواق إلى ربها، والاتصال ببارئها، والإذعان له، ووهبه السمع الذي يدرك به المسموعات، والبصر الذي يدرك به المرئيات، ووهبه العقل الذي يحصي به الشواهد، ولكن الله الكريم الرحمن مع هذا كله رحم العباد، وأعفى الناس من حجية الكون، وحجية العقل، وحجية الفطرة، ما لم يرسل إليهم الرسل، الذين يُعرِّفون الناس بربهم، وما ينبغي له، وليزنوا حياتهم بالحق الذي جاءوا به، وحينئذ إما أن يؤمنوا فينالوا الثواب، أو تسقط حجتهم ويستحقوا العقاب.
💠 والأمل بالرب الكريم، الرحمن الرحيم، أن يرى الخلائق منه يوم القيامة من الفضل والإحسان، والعفو والصفح، والتجاوز والغفران، ما لا تعبّر عنه الألسنة، ولا تتصوره الأفكار، ولا يخطر على القلوب. ويتطلع إلى رحمته في ذلك اليوم جميع الخلق لما يشاهدونه، فيختص المؤمنون به وبرسله بالرحمة، فهو الذي رحمته وسعت كل شيء، وغلبت رحمته غضبه، وعم كرمه كل حي، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها.
🔹فقل ما شئت عن رحمة الله، فإنها فوق ما تقول، فهو الرحمن الرحيم.وتصور فوق ما شئت، فإنها فوق ذلك. قال الله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}[الفرقان26 💫 وقال النبي - صل الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ، يَوْمَ خَلَقَ السموات وَالأرْضَ، مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ 💫طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الأرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ» أخرجه مسلم 
🔹فسبحان العزيز الرحيم، الذي رحم في عدله وعقوبته، كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته. وكما لا تخلو سنة من مطر ينزل رحمة بالعباد، كذلك قلما تخلو سنة وشهر ويوم عن نفحة من نفحات الله يرحم بها من يشاء من عباده.
🔹 وكما يقوى انتظار نزول الغيث في أوقات الربيع عند ظهور السحب، يقوى كذلك انتظار تلك النفحات في الأوقات الشريفة، وعند اجتماع الهم، كيوم عرفة، ويوم الجمعة، وشهر رمضان، وآخر الليل .. وعند الشدة والاضطرار، ونحو ذلك
🔹اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، ولا تخزنا يوم العرض عليك، وراحم ضعفنا وذلنا وانكسارنا بين يديك، أنت ربنا، وأنت أرحم الراحمين.
73 notes · View notes